الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> سأرحَلُ عن وشكٍ، ولستُ بعالمٍ >>
قصائدأبوالعلاء المعري
- سأرحَلُ عن وشكٍ، ولستُ بعالمٍ
- على أيّ أمرٍ، لا أبا لكَ، أقدُمُ
- وهَوّنَ إعدامي عليّ تَحَقُّقي
- بأنّي، وإن طالَ التمكّثُ، أُعدَم
- فإنْ لم تكُنْ إلاّ الحَياةُ وبينُها،
- فلَستُ، على أيّامِها، أتَنَدّم
- ودنياكَ يَهواها، على الهَرَمِ، الفتى،
- ويخدُمُها، فيما يَنوبُ، المخدَّم
- أرى الشّخصَ يُطوى والممالكَ تحتوى،
- ومَن صحّ يَذوى، والمجادلُ تُهدَم
- منَعتَ الهوى منّي، وسُمْتنيَ الهَوَى،
- وقد يَبلُغُ الحاجَ الفنيقُ المسدَّم
- إذا رُؤساءُ النّاسِ أمّوا تَنازَعوا
- كؤوسَ الأذى، هل في الزّجاجة عندم
- ولم يُرْضِهمْ شُرْبُ المُدامةِ أذهَبَتْ
- حجى النّفسِ، إلاّ أن يُمازِجَها الدّم
- فنَحنُ كأيمِ الضّال أوْلى مِراسَهُ،
- بما كانَ يَغوي الآخرَ، المتَقَدِّم
- وحوّاءُ أعطَتْ بنتها البؤسَ، وابنَها
- لآدَمَ، يُغذَى بالشّقاءِ ويُؤدَم
المزيد...
العصور الأدبيه