الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> دعِ الرّاحَ، في راحِ الغُواة، مُدارةً، >>
قصائدأبوالعلاء المعري
دعِ الرّاحَ، في راحِ الغُواة، مُدارةً،
أبوالعلاء المعري
- دعِ الرّاحَ، في راحِ الغُواة، مُدارةً،
- يظنّونَ فيها حَنوَةً وقَرَنفُلا
- كأنّ شَذاها العِسْجَديَّ، بطَبعِهِ،
- تَضَوّعَ هنديّاً، وأُودِعَ فُلفُلا
- تَريعُ لها أجنادُ إبليسَ، رَغبَةً،
- وتَنفُرُ، جرّاها، المَلائكُ جُفَّلا
- يَضِنّ بها لمّا تطعّمَ شُربَها،
- فليسَ بساخٍ أن يمجّ، ويتفُلا
- غفَلتُ، ومن غزوي قفلتُ بخيبَةٍ
- ولم يَعدُني ريبُ الحوادثِ مُغْفِلا
- ولم أقضِ فرْضاً في مِنًى وبِلادِها؛
- وكم عاجزٍ قد زارَها متنَفِّلا
- ووسّعتُ دُنياكم على مَن سَعى لها،
- فَما أنا آتٍ، للمَعاشرِ، مَحفِلا
- سوى أنّ خطّاً في البَسيطَةٍ، ضَيّقاً،
- يكونُ على شخصي، يدَ الدّهرِ، مُقفَلا
- وأصمتُ صَمتاً لا تكلُّمَ بَعدَهُ،
- ولا قَولَ داعٍ: يا فُلانُ ويا فُلا
- فَما دِرْهَمي إنْ مَرّ بي مُتَلَبّثاً،
- ولا طَفلَ لي حتى تَرى الشّمس مُطفِلا
- ويرْزقني اللَّهُ، الذي قام حكْمُهُ،
- بأرزاقِنا في أرضِه، متكفِّلا
المزيد...
العصور الأدبيه