الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> خَيرٌ لآدَمَ والخَلقِ، الذي خَرَجوا >>
قصائدأبوالعلاء المعري
خَيرٌ لآدَمَ والخَلقِ، الذي خَرَجوا
أبوالعلاء المعري
- خَيرٌ لآدَمَ والخَلقِ، الذي خَرَجوا
- من ظَهرِه، أن يكونوا قبلُ ما خُلقوا
- فهَل أحَسّ، وبالي جسمهِ رِمَمٌ،
- بما رآهُ بَنوهُ من أذًى، ولَقوا؟
- وما تُريدُ بدارٍ لستَ مالِكَها،
- تُقيمُ فيها قَليلاً ثمّ تَنطلِق؟
- فارَقتَها، غيرَ مَحمودٍ، على سَخَطٍ،
- وفي ضميرِكَ، من وَجْدٍ بها، عَلق
- تَبوّأ الشخصُ، من غَبراءَ مُظلمةٍ،
- قرارَةً، بعدَما أزرى به القلق
- تكونُ للرّوحِ ثوباً ثمّ يخلَعُهُ،
- والثوبُ يَنهَجُ حتى الدّرْعُ والحَلَق
- وأخلَقَتهُ اللّيالي في تَجَدّدِها،
- والغَدرُ منهنّ في أخلاقِهِ خُلُق
- والناسُ شتّى، فيُعطى المقتَ صادقُهم،
- عن الأمورِ، ويُحبَى الكاذِبُ المَلِق
- يَغْدو إلى المَينِ مَن قَلّتْ دراهِمُه،
- فيَجمَعُ المالَ ما يَفري ويختَلِق
- وربّما عَذَلَ الإنسانُ مُهجَتَهُ
- في الصّدقِ، حينَ يرَى جدَّ الذي يَلق
- ويُخلِفُ الظنُّ، في الأشياءِ، صاحبَه،
- والغيمُ يَكدي، وداعي البرقِ يأتلِق
المزيد...
العصور الأدبيه