الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> حياةٌ عناءٌ، وموتٌ عنا؛ >>
قصائدأبوالعلاء المعري
- حياةٌ عناءٌ، وموتٌ عنا؛
- فليتَ بَعيدَ حِمامٍ دَنا
- يدٌ صفرَتْ، ولَهاةٌ ذوَتْ،
- ونفسٌ تمنّتْ، وطَرفٌ رَنا
- ومَوقدُ نيرانه في الدجى،
- يرومُ سناءً برفع السّنا
- يحاولُ من عاش سَترَ القميصِ،
- ومَلْءَ الخميص، وبُرْءَ الضنى
- ومنْ ضمَّهُ جدثٌ لم يُبَلْ
- على ما أفادَ، ولا ما اقتنى
- يصيرُ تراباً، سَواءٌ عليه
- مسُّ الحرير، وطعنُ القنا
- وشُربُ الفَناء بخَضرِ الفِرنْدِ،
- كأنّ، على آُسّهِنّ، الفِنا
- ولا يزدهي غضبٌ حِلمَهُ،
- ألقَّبه ذاكرٌ أم كَنا
- يُهنّأُ، بالخير، من نالَهُ،
- وليسَ الهَناءُ على ما هُنا
- وأقربْ، لمن كان في غبطةٍ،
- بلقيا المُنى من لقاءِ المَنا
- أعائبةٌ جسدي روحُه،
- وما زالَ يخدُمُ، حتى ونى
- وقد كلّفَتْه أعاجيبَها،
- فطوراً فُرادى، وطوراً ثُنا
- ينافي ابنُ آدمَ حالَ الغصون،
- فهاتيك أجنتْ، وهذا جنى
- تُغيّرُ حِنّاؤه شيبَهُ،
- فهل غيّرَ الظهرَ لما انحنى
- إذا هو لَمْ يُخْنِ دهرٌ عليه،
- جاءَ الفريَّ، وقال الخنى
- وسِيّانِ مَن أُمُّهُ حُرّةٌ
- حصانٌ، ومَن أُمُّهُ فَرْتنا
- ولي مَوْرْدٌ بإناءِ المَنونِ،
- ولكنّ ميقاتَهُ ما أنى
- زمانٌ يخاطبُ أبناءَه،
- جِهاراً، وقد جهلوا ماعنى
- يبدِّلُ باليُسرِ إعدامَهُ،
- وتَهدِمُ أحداثُه ما بنى
- لقد فزتَ إن كنتَ تُعطى الجِنانَ
- بمكة، إذ زُرْتها، أو مِنى
المزيد...
العصور الأدبيه