الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> تُنازِعُ في الدّنيا سِواكَ، وما لَهُ >>
قصائدأبوالعلاء المعري
تُنازِعُ في الدّنيا سِواكَ، وما لَهُ
أبوالعلاء المعري
- تُنازِعُ في الدّنيا سِواكَ، وما لَهُ
- ولا لَكَ شيءٌ، بالحَقيقَةِ، فيها
- ولكنّها ملكٌ لرَبٍّ مُقدِّرٍ،
- يُعِيرُ جُنُوبَ الأرضِ مُرْتَدِفيها
- ولم تحظَ في ذاكَ النّزاعِ بطائلٍ
- من الأمرِ، إلاّ أنْ تُعَدّ سَفِيها
- أيا نَفسِ! لا تعظُمْ عليكِ خطوبُها،
- فمُتّفِقُوها مثْلُ مُختَلِفيها
- وُصِفتِ لقومٍ رحْمَةً أزَليّةً،
- ولم تُدْرِكي، بالقولِ، أن تصِفيها
- تَداعَوا إلى النّزرِ القَليلِ، فجالَدوا
- عَليهِ، وخَلّوها لمُغْتَرِفيها
- وما أُمُّ صِلٍّ، أو حَليلَةُ ضَيْغَمٍ،
- بأظلَمَ من دُنياكِ، فاعترفيها
- تُلاقي الوُفودَ القادِميها بِفَرْحَةٍ،
- وتَبكي على آثارِ مُنصرفيها
- ولم يَتَوازَنْ، في القياسِ، نعيمُها
- وسَيّئَةٌ أوْدَتْ بمُقتَرِفيها
- وأرْزاقُها تَغْشَى أُناساً بفَترَةٍ،
- وتَقصُرُ، حيناً، دونَ مُكترِفيها
- وما هيَ إلاّ شاكَةٌ ليسَ عندَها
- وجَدِّكَ، إرْطابٌ لمُخترِفيها
- فنالتْ، على الخضراءِ، شُرْبَ كُمَيتها،
- وغالَتْ، على الغَبراءِ، مُعتَسفيها
- كما نُبِذَتْ، للوَحشِ والطيرِ، رازِمٌ،
- فألفَتْ شروراً بينَ مُختَطِفيها
- تَناءَتْ عن الإنصافِ، مَن ضِيمَ لم يجدْ
- سَبيلاً إلى غاياتِ مُنتَصِفيها
- فأطبِقْ فَماً، عنها، وكفّاً ومُقلَةً،
- وقُلْ لغَويّ القَوم: فاكَ لفيها
- كأنّ التي في الكأسِ، يَطفُو حَبابُها،
- سِمامُ حُبابٍ بَينَ مُرتَشفيها
- تُتابِعُ أجزاءَ الزّمانِ لطائِفاً،
- وتُلحِقُ تَفريقاً بمُؤتلفيها
المزيد...
العصور الأدبيه