الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> تُكرم أوصال الفتى، بعد موته، >>
قصائدأبوالعلاء المعري
- تُكرم أوصال الفتى، بعد موته،
- وهنّ، إذا طالَ الزّمان، هَباءُ
- وأرواحنا كالرّاح، إن طال حبْسُها،
- فلا بدّ يوماً أن تكونَ سِباءُ
- يعيّرنا، لفظَ المعرّة أنّها
- من العُرّ، قومٌ، في العُلا، غُرباءُ
- فإنّ إباءَ الليثِ، ما حلّ أنفُه
- بأنَّ محلاَّتِ الليّوثِ إباء
- وهل لحِق التثريبُ سُكّانَ يثربٍ،
- من الناس، لا بل في الرّجال غباء
- هُمُ ضاربوا أولادَ فِهرٍ، وجالدوا
- على الدينِ، إذا وشّى الملوكَ عَباء
- ضراباً، يُطيرُ الفرخَ عن وكرِ أُمّه،
- ويترُكُ دِرعَ المرءِ، وهي قَباء
- وذو نجَب، إن كان ما قيل صادقاً،
- فما فيه إلاّ معشرٌ نُجبَاء
- هل الدين إلاّ كاعبٌ، دون وصلِها،
- حجابٌ، ومَهرٌ مُعوزٌ، وحياء
- وما قبلت نفسي، من الخير، لفظةً
- وإن طال ما فاهتْ به الخطباء
- تفزَّعُ أعرابيَّةٌ، إن جرت لها
- نواعبُ، يستعرضْنَها، وظِباء
- وما الأُرَبى للحيِّ إلاَّ مُسِفَّةٌ،
- على أنهم، في أمرهم، أُرَباء
- تعادتْ بنو قيس بنِ عَيلانَ بالغنى،
- فثابوا، كأنّ العَسجدَ الثُؤَبَاء
- ولولا القضاءُ الحتمُ أُخبيَ واقِدٌ،
- ولم يُبنَ، حولَ الرافدينَ، خِباء
- وعادوا إلى ماكان، إن جاد عارضٌ
- رأوْا أنّ رَعياً، في البلاد، رِباء
- يُبيئون قَتلاهُمْ بأكثرَ منهمُ،
- وإن قتَلوا حُرّاً، فليس يُباء
المزيد...
العصور الأدبيه