الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> تَمَنّيتُ أنّي من هِضابِ يَلَملَمِ، >>
قصائدأبوالعلاء المعري
تَمَنّيتُ أنّي من هِضابِ يَلَملَمِ،
أبوالعلاء المعري
- تَمَنّيتُ أنّي من هِضابِ يَلَملَمِ،
- إذا ما أتاني الرُّزْءُ لم أتَلَمْلَمِ
- فَمي أخَذَتْ منهُ اللّيالي، وإنّني
- لأشرَبُ منْهُ في إناءٍ مثلَّم
- وأودى بظَلمِ الثّغرِ صبحٌ وحِندِسٌ،
- متى يَنظُرا في نَيّرِ العَينِ يُظلِم
- فذاهِبُنا كالتُّرْبِ ليسَ بناطِقٍ،
- وغابرُنا مثلُ الأسيرِ المكلَّم
- يُحَبّبُ دُنيانا إلَينا قطينُها،
- فمَنْ يَنأ عَنهُمْ يَسلُ عَنها ويَسْلَم
- متى تَنفَرِدْ لا تغبِطِ المالَ مُثرِياً،
- وتَستَغنِ، لا تجهَلْ، ولا تَتَحلّم
- ومن شأنِ هذا الخلقِ غِشٌّ وظِنّةٌ،
- ومَنْ يَتَقَرّبْ منهُمُ يتَظَلّم
- فإنْ يَسألِ الباقي الثرى عن مَعاشرٍ
- ألمّتْ بهِ، يُخبَرْ ولا يتَكَلّم
- وكان حلول الرّوح، في الجسم، نكبةً
- على خَيرِ مَعيا، أو على شرّ مَعْلَم
- فهل كفّ وقتٌ لم يكنْ لعُطارِدٍ
- شَبا ظُفُرٍ، في الأربِعاءِ، مُقلَّم؟
- هيَ الدّارُ يَثويها الفَتى ثمّ يَغتَدي،
- ويترُكُها للوارِثِ المتَسَلِّم
المزيد...
العصور الأدبيه