الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> تَدَاوَلَني صُبْحٌ ومِسْيٌ وحِنْدِسٌ، >>
قصائدأبوالعلاء المعري
تَدَاوَلَني صُبْحٌ ومِسْيٌ وحِنْدِسٌ،
أبوالعلاء المعري
- تَدَاوَلَني صُبْحٌ ومِسْيٌ وحِنْدِسٌ،
- ومَرّ عليّ اليَوْمُ والغَدُ والأمسُ
- يُضيءُ نَهارٌ، ثمّ يُخدِرُ مظلمٌ،
- ويَطلُعُ بَدرٌ، ثمّ تُعقِبُهُ شَمس
- أسيرُ عنِ الدّنيا، وما أنا ذاكِرٌ
- لها بِسَلامٍ، إنّ أحداثَها حُمس
- صرورَةَ ما حالينِ، ما لكِعابها،
- ولا الرّكنِ، تقبيلٌ، لديّ، ولا لمس
- ولم أرِثِ النِّصفَ الفتاةَ، ولم تَرِثْ
- بيَ الرّبعَ، بل رِبعٌ تَطاوَلَ أو خِمس
- لعَمري، لقد جاوَزتُ خمسينَ حِجّةً،
- وحَسبيَ عَشرٌ، في الشّدائد، أو خمس
- وإن ذهَبَتْ كالفَيْءِ، فهي كمغنمٍ
- يُحازُ، ولم يُفْرَدْ، لخالقهِ، الخُمس
- فللخَبرِ المَرْوى، وللعالَمِ القِلَى،
- وللجَسَدِ المَثوى، وللأثرِ الطَّمس
- بَدارِ بَدارِ الخَيرَ، يا قلبِ تائباً،
- ألَستَ بِدارٍ أنّ منزليَ الرَّمس؟
- وأجهَرُ حيناً، ثمّ أهمسُ تارةً؛
- وسيّانِ، عندَ الواحدِ، الجهرُ والهمس
- وأقمُسُ في لُجّ النّوائبِ طالِباً؛
- ويُغرقني من دُونِ لؤلؤهِ القَمْس
- ولم أكُ نِدّاً للكلابيّ أبتَغي،
- من السُّؤرِ، ما فيه لذي شَنَبٍ غَمس
المزيد...
العصور الأدبيه