الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> توَهّمتُ خَيراً في الزّمانِ وأهلِهِ، >>
قصائدأبوالعلاء المعري
توَهّمتُ خَيراً في الزّمانِ وأهلِهِ،
أبوالعلاء المعري
- توَهّمتُ خَيراً في الزّمانِ وأهلِهِ،
- وكانَ خيالاً، لا يَصِحُّ، التوهّمُ
- فما النّورُ نوّارٌ، ولا الفجرُ جَدوَلٌ،
- ولا الشّمسُ دينارٌ، ولا البدرُ دِرهم
- رأيتُكَ لم تحمَدْ من التُّركِ مَعشراً،
- لهم عارضٌ بالتَّركِ يَهمي ويُرْهِمُ
- ولا الكاسِك المُرْجَينَ في كلِّ مظلمٍ،
- رَجا كاسَكَ الحَمراء، والخيلُ تَدهم
- وقد يأمرُ اللَّهُ الكهامَ، إذا نَبا،
- فيفري، وقد يَنهَى الحُسامَ، فيكهم
- وإنّكَ لا باكٍ عليكَ مُهَنّدٌ،
- ولا مُظهِرٌ حزناً جوادٌ مُطَهَّم
- يُساوي مليكَ الحيِّ صعلوكُ قومِهِ،
- وتُسحَا له الأرضُ الزرودُ، فتلهَم
- وما يَشعُرُ المدفونُ، يسري حديثُهُ،
- فيُنجِدُ في أقصى البلادِ، ويُتهِم
- جَرَتْ عندَ شقراءِ الكُمَيتِ بكفّهِ،
- إلى فيه، حتى صارَ في الرِّجل أدهم
- أتَذكُرُ، يا طِرْفُ، الوغى ورُكومَها،
- وقد صِرْتَ من نَبلٍ، كأنّكَ شيهم
- إذا أُشرِعَتْ فيكَ الأسنّةُ ردّها،
- لصونك، تجفافٌ عن الطّعنِ مُبهَم
- لشَهباءَ يُخفي القِرنُ فيها كَلامَه،
- ويُفهِمُ، إلاّ أنّهُ ليسَ يَفهَمُ
- إذا ما تَدانوا، فالضّرابُ صِفاحُهمْ؛
- وإن يَتَناءَوْا، فالرّسائلُ أسهُم
- لهم حِيَلٌ، في حربهمْ، ما اهتدتْ لها
- جديسٌ، ولا ساستْ بها المُلكَ جُرهم
المزيد...
العصور الأدبيه