الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> تصَدّقْ على الأعَمى بأخذِ يمينِهِ، >>
قصائدأبوالعلاء المعري
تصَدّقْ على الأعَمى بأخذِ يمينِهِ،
أبوالعلاء المعري
- تصَدّقْ على الأعَمى بأخذِ يمينِهِ،
- لتَهدِيَهُ، وامنُنْ بإفهامِكَ الصُّمَّا
- وإنشادُكَ العَوْدَ، الذي ضَلّ، نعيُه
- عليكَ، فما بالُ امرىءٍ حيثما أمّا؟
- وأعطِ أباكَ النَّصْفَ حَيّاً ومَيّتاً،
- وفَضّلْ عليهِ من كَرامَتها الأُمّا
- أقلَّكَ خِفّاً، إذ أقَلّتْكَ مُثْقِلاً،
- وأرضَعتِ الحوْلينِ، واحتَملَتْ تِمّا
- وألقَتكَ عن جَهدٍ، وألقاكَ لذّةً،
- وضمّتْ وشمّتْ مثلما ضمّ أو شمّا
- وأحمدُ سمّاني كبيري، وقلّما
- فعلتُ سوى ما أستَحِقُّ به الذّمّا
- تُلِمُّ اللّيالي شأنَ قومٍ، وإنْ عفَوْا
- زَماناً، فإنّ الأرض تأكلهمْ لمّا
- يموتون بالحُمّى، وغَرْقَى، وفي الوَغى،
- وشتى منايا، صادفت قدراً حُمّا
- وسهل على نفسي، التي رُمتُ حزنها،
- مَبيتُ سهيلٍ للركائبِ مؤتَمّا
- وما أنا بالمَحزونِ للدّارِ أوحَشَتْ؛
- ولا آسِفٌ إثَر المطيّ إذا زُمّا
- فإنْ شئتمُ، فارموا سهوباً رحيبَةً؛
- وإن شئتمُ، فاعلُوا مناكَبها الشَّمّا
- وزاكٍ تردّى بالطّيالسِ وادّعى،
- كذِمرٍ تَردّى بالصّوارِمِ واعتَمّا
- ولم يكفِ هذا الدّهرَ ما حَمَلَ الفتى
- منَ الثّقلِ، حتى ردّهُ يحمِلُ الهَمّا
- ولو كان عقلُ النفس، في الجسم، كاملاً،
- لما أضمَرَتْ، فيما يُلمُّ بها، غمّا
- ولي أملٌ قد شبتُ، وهو مصاحبي،
- وساوَدَني قبلَ السّوادِ، وما همّا
- متى يُوِلكَ المرءُ الغَريبُ نَصيحَةً،
- فلا تُقصِه، واحبُ الرّفيقَ، وإن ذمّا
- ولا تَكُ ممّنْ قرّبَ العَبدَ شارِخاً،
- وضَيّعَهُ إذا صارَ، من كبرٍ، هِمّا
- فنعمَ الدّفينَ اللّيلُ، إن باتَ كاتماً
- هواكَ، وبُعداً للصّباح، إذا نَمّا
- نهيتُكَ عن سهم الأذى ريشَ بالخنى،
- ونصّلَهُ غيظٌ، فأُرْهِفَ أو سُمّا
- فأرسلتهُ يَستَنهضُ الماءَ سائِحاً،
- وقد غاضَ، أو يستنضِبُ البحرُ إذ طمّا
- يُغادِرُ ظِمأً في الحَشا غَيرَ نافعٍ،
- ولو غاضَ عَذباً، في جوانحهِ، اليمّا
- وقد يَشبِهُ الإنسانُ جاءَ لرُشدِهِ
- بَعيداً، ويَعدو شِبهُهُ الخالَ والعمّا
- ولستُ أرى في مَوْلدٍ حُكمَ قائفٍ،
- وكم من نَواةٍ أنبَتتْ سُحُقاً عُمّا
- رَمَيتُ بنَزْرٍ من مَعائبَ، صادِقاً،
- جَزاكَ بها أربابُها كَذِباً جَمّا
- ضَمِنْتُ فؤادي للمَعاشرِ كلِّهمْ،
- وأمسكتُ لمّا عظَموا الغارَ، أو خمّا
المزيد...
العصور الأدبيه