الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> بني آدمٍ بئسَ المعاشِرُ أنتمُ، >>
قصائدأبوالعلاء المعري
- بني آدمٍ بئسَ المعاشِرُ أنتمُ،
- وما فيكمُ وافٍ لمقتٍ، ولا حبِّ
- وجدتكمُ لا تقربون إلى العُلا،
- كما أنّكمُ لا تبعدونَ عن السّبّ
- ولم تكفكم أكبادُ شاءٍ وجاملٍ،
- ووحشٍ إلى أن رُمتمُ كَبِدَ الضّبّ
- فإن كان ما بينَ البَهائمِ قاضياً،
- فهذا قضاءٌ جاءَ من قِبَلِ الرّبّ
- ركبتم سفينَ البحر، من فرط رَغبةٍ،
- فما للمطايا والمطهَّمةِ القُبّ
- وكلُّكمُ يبدي، لدنياهُ، نَغْصَةً،
- على أنه يخفي بها كَمدَ الصّبّ
- إذا جولِسَ الأقوامُ بالحقّ أصبحوا،
- عُداةً، فكلُّ الأصفياءِ على خِبّ
- نشاهدُ بيضاً منْ رجالٍ، كأنّهمْ
- غرابيبُ طيرٍ، ساقطاتٍ على حَبّ
- إذا طلبوا، فاقنعْ لتظفرَ بالغنى؛
- وإن نطقوا، فاصمتْ لترجع باللُّبّ
- وإن لم تُطِقْ هِجرانَ رَهطِكَ دائماً،
- فمن أدبِ النّفسِ الزّيارةُ عن غِبّ
- ويدعو الطبيبَ المرءُ، وافاهُ حَينُهُ؛
- رُوَيدَك! إنّ الأمرَ جلّ عن الطّبّ
المزيد...
العصور الأدبيه