الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> بقيتُ حتى كسا الخدّين جَونُهُما، >>
قصائدأبوالعلاء المعري
بقيتُ حتى كسا الخدّين جَونُهُما،
أبوالعلاء المعري
- بقيتُ حتى كسا الخدّين جَونُهُما،
- ثمّ استَحالَ، ومسّ الجسمَ تخديدُ
- بلَوتُ، من هذه الدّنيا وساكِنها،
- عجائباً، وانتهاءُ الثوبِ تقديد
- رُدّي كلامَكِ، ما أمللتِ مستمعاً؛
- وهلْ يُملُّ، من الأنفاس، ترديد؟
- هاجتْ، بكايَ، أغانيُّ القِيانِ بها،
- كأنّها، من ذواتِ الثُّكل، تعديد
- والناسُ، في الأرضِ، أجناسٌ مقلَّدةٌ،
- كالهَديِ قُلّدَ، لم يَذعَرْهُ تهديد
- قالوا، فلمّا أحالوا أظهروا لَدَداً؛
- فالقولُ مَينٌ، وفي الأصواتِ تنديد
- ضلّوا عن الرّشد، منهم جاحدٌ جحِدٌ،
- أو من يَحُدُّ، وهل، للَّه، تحديد؟
- لفظٌ يبدَّدُ، من شَرخٍ ومكتهِلٍ؛
- والمالُ يُجمَعُ، لم يدْركهُ تبديد
- رَمَوا، فأشوَوْا، ولم يُثبِت قياسُهُمُ
- شيئاً، سوى أنّ رميَ الموتِ تسديد
- ما سيّدٌ غيرُ رِعديدٍ علمتُ بهِ،
- كأنّما الحتفُ، إن لاقاهُ، رِعديد
- والخيرُ يجلُبُ شرّاً، والذُّباب دعا
- إلى الجَنى، إنّه في الطّعم قِنديد
- وخِلتُ أنيَ حَرْفُ الوقفِ، سكّنه
- وقتٌ، وأدركه، في ذاك، تشديدُ
- وأشرَفُ الناسِ، في أعلى مراتبه،
- مثلُ الصَّديدِ، ولكن قيلَ صِنديد
- ما كِبرُهُ، وثقيلُ اللّحنِ يَمنعُه،
- من سرعةِ الفَهمِ، ترسيلٌ وتمديد
المزيد...
العصور الأدبيه