الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> الدّهرُ يَزْبِقُ مَن حَواهُ، كأنّهمْ >>
قصائدأبوالعلاء المعري
الدّهرُ يَزْبِقُ مَن حَواهُ، كأنّهمْ
أبوالعلاء المعري
- الدّهرُ يَزْبِقُ مَن حَواهُ، كأنّهمْ
- شَعرٌ يُغَيَّرُ، فهوَ أحمَرُ أزبَقُ
- والبَهْمُ يُرْبَقُ، والأنامُ بَهائِمٌ
- أبداً تُقَيَّدُ، بالقَضاءِ، وتُرْبَقُ
- فَلَكٌ يَدورُ على معاشرَ جَمّةٍ،
- وكأنّهُ سِجْنٌ علَيهِمْ مُطبَق
- في كلّ حينٍ يَستَهِلُّ، من الأذى،
- مطرٌ، يخُصُّ أماكِناً، ويطبِّق
- مُهَجٌ تَهارَشُ في الخسيس، وإن غدتْ
- كالنّابحاتِ، فكلُّ طَعمٍ خِرْبق
- لا تَفرَحَنّ بما بَلَغتَ من العُلا،
- وإذا سَبَقتَ، فعنْ قليلٍ تُسبَق
- وليَحذَر، الدّعوى، اللّبيبُ، فإنّها،
- للفَضْلِ، مَهلَكَةٌ، وخَطبٌ موبق
- لو قال بدْرُ التّمّ: إني دِرْهمٌ؛
- قالتْ له السّفهاءُ: أنتَ مُزأبق
- إيّاكَ والدّنيا، فإنّ لِباسَها
- يُبلي الجسومَ، وطيبُها لا يَعبَق
- ولها هُمومٌ، بالنّفوسِ لوابقٌ،
- وسرورُها، بصدورنا، لا يَلبَق
- واللَّهُ خالقُنا لأمرٍ شاءَهُ،
- أبَقَ العَبيدُ، وعَبدُهُ لا يأبقُ
المزيد...
العصور الأدبيه