الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> إن كانَ لم يتّركْ قيسٌ له وطَراً، >>
قصائدأبوالعلاء المعري
إن كانَ لم يتّركْ قيسٌ له وطَراً،
أبوالعلاء المعري
- إن كانَ لم يتّركْ قيسٌ له وطَراً،
- إلاّ قضاهُ، فما قضّيتُ من وَطرِ
- وربَّ نَفسٍ أصابَتْ عيشةً رغَداً،
- لوْ لم تبِتْ، من مَناياها، على خطَر
- أُمورُ دُنياكَ سطْرٌ، خطَّهُ قَدَرٌ،
- وحبُّها، في السّجايا، أوّلُ السَّطَر
- صُمنا عن القوت، يوماً، ثمّ أعقبَهُ،
- فِطرٌ، ولا صَومَ نرجوهُ من الفِطِر
- شاطِرْ ضعيفَكَ ما أُوتيتَ من نشبٍ،
- وعَدِّ ذكركَ أُختَ الجيرةِ الشُّطُر
- عيشي بعزٍّ وموتي غيرَ خاضعَةٍ،
- شَفِيتِ بالمَطرِ، بعدَ السّقيِ بالمطَر
- تضوعُ دارُكِ مِسكاً، وهي خاليَةٌ
- مثلَ القَسيمَةِ بعدَ الأصْهبِ العَطِر
- كأنّما الرّوضُ، لمّا طُلّ، باكرَها،
- من كلّ قُطْرٍ، بَمشبوبٍ من القُطُر
- وما اختيالُ مغانيها بمُنقِصَةٍ،
- إذ ليسَ ذلك من عُجبٍ ولا بطَر
- وما أصيحُ بغِربانِ الشّبابِ: قَعِي؛
- ولا أُنادي غُرابَ الرّاسِ: لا تَطِر
- ويَحمِلُ، الهمَّ، قلبي، مُعفياً جسدي؛
- رأسي أحمُّ، وظَهري غيرُ مُنأطِر
- وما أميرُكَ، يا ابنَ المجدِ، منتسباً،
- لكنّهُ ابنُ تُرابٍ، عنه، مُنفَطِر
- والإسمُ لفظٌ، أتاكَ القائلونَ به،
- نأى، ولم يدْنُ للمعنى، ولم يطُرِ
- أبو نعامة، بالأعدانِ، مولدُهُ،
- فكيفَ أصبحَ معزوّاً إلى قَطَر؟
المزيد...
العصور الأدبيه