الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> إنّا، مَعاشرَ هذا الخلقِ، في سَفَهٍ، >>
قصائدأبوالعلاء المعري
إنّا، مَعاشرَ هذا الخلقِ، في سَفَهٍ،
أبوالعلاء المعري
- إنّا، مَعاشرَ هذا الخلقِ، في سَفَهٍ،
- حتى كأنّا، على الأخلاقِ، نختَلفُ
- إنّ الرّجالَ، إذا لم يحمِها رَشَدٌ،
- مثلُ النّساءِ عراها الخُلفُ والخُلُفُ
- ألا تَرَى جَمعَ ما لا عَقلَ يُسنِدُهُ،
- جَمْعَ المؤنّثِ فيه التاءُ والألفُ؟
- ويوصَفُ القومُ، في العلياءِ، أنّهمُ
- شُمُّ الأنُوفِ، وفي آنافِهمْ ذلَف
- كم من أخٍ بأخيهِ غَيرَ متّصلٍ،
- كالعَينِ، ليستْ بلفظِ الخاءِ تأتلف
- تَلافَ أمرَكَ من قبل التّلافِ بهِ،
- فغايةُ النّاس، في دُنياهمُ، التّلَف
- ولا تَقولَنْ، إذا ما جِئتَ مُخزِيةً،
- قولَ الغُواةِ: على هذا مضى السّلَف
- لا تَحلِفَنّ على صِدقٍ ولا كَذِبٍ،
- فما يُفيدُكَ، إلاّ المأثمَ، الحَلِف
- لولا حِذاريَ أنّ اللَّهَ يَسألُني
- عمّا فعلتُ، لقَلّتْ عنديَ الكُلَف
- كنّا فُتوّاً، فقدْ مُدّ البَقاءُ لَنا،
- حتى غدونا، ومنّا الشِّيبُ والدُّلُف
- يَفنى الزّمانُ، وأنفاسُ الأنامِ لَهُ
- خُطًا، بِهنّ إلى الآجالِ، يَزْدلِف
- وأُمُّ دَفر فَروكٌ وافقَتْ صَلَفاً
- منّي، وكان جزاءَ الفاركِ الصّلَف
- وكم ضحكتُ إليها، وهي عابسَةٌ،
- ثمّ افتكرتُ، فزالَ الحبُّ والكَلَف
- والنّاسُ من أربَعٍ شتّى، إذا ائتلفتْ
- رُدّتْ إلى سَبعةٍ، في الحكم تَختلِف
- إقرأ كَلامي، إذا ضَمّ الثّرى جسَدي،
- فإنّهُ لَكَ ممّنْ قالَهُ خَلَف
المزيد...
العصور الأدبيه