الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> إرْفعْ مِجنَّكَ، أو ضَعْ؛ للفتى قَدَرٌ، >>
قصائدأبوالعلاء المعري
إرْفعْ مِجنَّكَ، أو ضَعْ؛ للفتى قَدَرٌ،
أبوالعلاء المعري
- إرْفعْ مِجنَّكَ، أو ضَعْ؛ للفتى قَدَرٌ،
- يُلِمُّ بالنّفسِ دونَ الدّرْعِ والتُّرُسِ
- إنّ الرّئاسَةَ والرَّيْسَ، اللّذانِ هما
- أصلُ الحُقُودِ، فلا ترْأس ولا ترِس
- كم عاذِلٍ جَرْسُهُ في اللّيل فائدَتي
- به، كَفائدَةِ الحُرّاسِ بالجرَس
- لا تُودعِ السرَّ مِزماراً، فيُعلنه
- بجهلهِ، بعد طولِ الصّمتِ والخرَس
- فازَ امرُؤٌ باتَتِ الأقدارُ تحرُسُهُ،
- وإنْ مَدَدْتَ إلَيهِ كفّ محترِس
- أحْسِنْ إلى النّاقةِ الوجناءِ تَبعَثُها،
- فيما تَشاءُ، وأكرِمْ عِشرَةَ الفَرَس
- واردُدْ عصاكَ عنِ السّوداءِ، ماهنةً،
- وارفقْ بعبْدِك في المصطافِ والقرَس
- والحيُّ للأرضِ، إن يَهلِكْ فطُعمتُها،
- وإن يعش يُحيِ بعضَ الأربُع الدُّرس
- أُمٌّ لهُ أكلتهُ، طالما بذَلَتْ
- له مآكلَ من زَرْعٍ ومغترس
- تمسّكَتْ، بحبالِ العُمرِ، مُهجتُه،
- والوَقتُ بالمَرّ يُوهي قوّةَ المرَس
- والدّهرُ أنحى على ذي مارنٍ أرِجٍ،
- بطيبهِ، وعلى ذي مارِنٍ ورِس
- دُنياكَ تُضحي، إذا جادتْ، مذمَّمةً،
- أدالتِ الضّأنَ من ليثِ الشرى المرِس
- ما زالَ يَفترِسُ الأعناقَ، معتَدياً؛
- فالآنَ أصبَحَ فرّاساً كمفترَس
- هيَ العَرُوسُ، أبانَتْ عن سَماجَتِها،
- فلا يغُرّكَ منها ليلةُ العُرُس
- واحذَرْ مَقالَ أُناسٍ كانَ مُنقَبضاً،
- يَلقَى العُفاةَ بوَجهِ العابِسِ الشّرِس
المزيد...
العصور الأدبيه