الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> إذا لم تكُنْ دُنياكَ دارَ إقامَةٍ، >>
قصائدأبوالعلاء المعري
إذا لم تكُنْ دُنياكَ دارَ إقامَةٍ،
أبوالعلاء المعري
- إذا لم تكُنْ دُنياكَ دارَ إقامَةٍ،
- فَما لكَ تَبْنيها بناءَ مُقيمِ؟
- أرى النّسلَ ذَنباً للفتى لا يُقالُهُ،
- فلا تَنكِحَنّ، الدّهرَ، غيرَ عقيم
- فحالُ وحيدٍ لم يُخَلِّفْ مُناسِباً،
- تُشابِهُ حالَيْ عامِرٍ وتَميم
- وأعجَبُ من جَهلِ الذينَ تكاثَروا
- بمجدٍ لهم، من حادِثٍ وقَديم
- وأحلفُ، ما الدّنيا بدارِ كرامةٍ،
- ولا عَمَرَتْ، من أهلِها، بكريم
- سأرْحَلُ عَنها، لا أُؤمّلُ أوبَةً،
- ذميماً تولّى عن جِوارِ ذميم
- وما صَحّ ودُّ الخِلّ فيها، وإنّما
- تَغُرُّ بودٍّ، في الحَياةِ، سقيم
- فَلا تَتَعَلّلْ بالمُدامِ، وإنْ تَجُزْ
- إلَيها الدّنايا، فاخشَ كلَّ نديم
- وجدْتَ بني الدّنيا، لدى كلّ موْطنٍ،
- يعدُّونَ فيها شِفَوةً كنَعيم
- يَزيدكُ فقراً، كلّما ازدَدتَ ثروةً،
- فتَلقَى غَنيّاً في ثيابِ عَديم
- فَسادٌ وكونٌ حادِثانِ كلاهما
- شَهيدٌ بأنّ الخَلقَ صنعُ حَكيم
المزيد...
العصور الأدبيه