الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> إذا كُنتَ قد أُوتيتَ لُبّاً وحِكمَةً، >>
قصائدأبوالعلاء المعري
إذا كُنتَ قد أُوتيتَ لُبّاً وحِكمَةً،
أبوالعلاء المعري
- إذا كُنتَ قد أُوتيتَ لُبّاً وحِكمَةً،
- فشَمّرْ عن الدّنيا، فأنتَ مُنافيها
- وكُونَنْ لها، في كلّ أمرٍ، مخالِفاً،
- فَما لكَ خَيرٌ في بنيها ولا فيها
- وهيهاتَ ما تَنفَكُّ ولهانَ، مُغرَماً
- بورهاءَ، لا تُعطي الصّفاءَ مُصافيها
- فإنْ تَكُ هذي الدّارُ مَنزِلَ ظاعِنٍ،
- فدارُ مُقامي، عن قليلٍ، أُوافيها
- أُرَجّي أُموراً لم يُقَدَّرْ بلوغُها،
- وأخشَى خُطوباً والمُهَيمِنُ كافيها
- وإنّ صَريعَ الخَيلِ غَيرُ مُرَوَّعٍ،
- إذا الطّيرُ هَمّتْ بالقَتيلِ عَوافيها
- بغبراءَ لم تَحفِلْ بطَلٍّ ووابِلٍ؛
- ونكباءَ تَسفي، بالعشيّ، سوافيها
- أرى مرَضاً بالنّفسِ ليسَ بزائلٍ؛
- فهَلْ رَبُّها ممّا تكابدُ شافيها؟
- وفي كلّ قلبٍ غَدْرَةٌ مُستَكِنَّةٌ،
- فلا تُخدَعَنْ من خُلّةٍ بتَوافيها
المزيد...
العصور الأدبيه