الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> إذا كان علمُ الناسِ ليسَ بنافعٍ >>
قصائدأبوالعلاء المعري
- إذا كان علمُ الناسِ ليسَ بنافعٍ
- ولا دافعٍ، فالخُسْرُ للعلماءِ
- قضى اللَّهُ فينا بالذي هو كائنٌ،
- فتَمّ وضاعتْ حكمةُ الحكماءِ
- وهل يأبِقُ الإنسانُ من مُلك ربّه،
- فيخرُجَ من أرضٍ لهُ وسماءِ؟
- سنتبعُ آثارَ الذينَ تحمّلوا،
- على ساقةٍ من أعبُدٍ وإماءِ
- لقد طالَ، في هذا الأنامِ، تعجُّبي،
- فيا لرِواءٍ قُوبِلوا بظِماءِ
- أُرامي فتُشْوِي من أُعاديه أسهمي،
- وما صافَ عني سهمُه برِماء
- وهل أعظُمٌ إلاّ غصونٌ وَرِيقةٌ،
- وهلْ ماؤها إلاّ جَنيُّ دِماء؟
- وقد بانَ أنّ النَّحْسَ ليسَ بغافلٍ،
- له عملٌ في أنجُمِ الفُهماءِ
- ومنْ كان ذا جودٍ وليسَ بمكثرٍ،
- فليسَ بمحْسوبٍ من الكُرَماء
- نهابُ أموراً، ثمّ نركبُ هَوْلها،
- على عَنَتٍ منْ صاغِرِين قِماء
- أفِيقوا أفِيقوا يا غُواةُ! فإنما
- دِياناتكمْ مكرٌ من القُدَماء
- أرادُوا بها جَمعَ الحُطام فأدركوا
- وبادوا وماتتْ سُنّةُ اللؤماء
- يقولون: إنّ الدهر قد حان موتُهُ،
- ولم يبقَ في الأيام غيرُ ذَماء
- وقد كذَبوا مايعرفون انقِضاءَهُ،
- فلا تسمعوا من كاذب الزّعماء
- وكيف أُقضّي ساعة بمسرّة،
- وأعلمُ أنّ الموت من غُرَمائي؟
- خُذوا حذراً من أقَربينَ وجانبٍ،
- ولا تذهلوا عن سيرةِ الحُزَماء
المزيد...
العصور الأدبيه