الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> أيَعلَمُ نَجمٌ طارِقٌ برَزِيّةٍ، >>
قصائدأبوالعلاء المعري
أيَعلَمُ نَجمٌ طارِقٌ برَزِيّةٍ،
أبوالعلاء المعري
- أيَعلَمُ نَجمٌ طارِقٌ برَزِيّةٍ،
- من الدّهرِ، أم لا همّ للإنس طارِقُهْ؟
- وهل فرقدُ الخضراءِ، في الجوّ، موقنٌ
- بأنّ أخاهُ، بعدَ حينٍ، مفارِقُهْ؟
- وما أرّقَتْهُ الحادِثاتُ، وكلُّنا،
- إذا نابَ خَطبٌ، ساهرُ اللّيل، آرقُه
- لقد مرّ حرسٌ، بعدَ حرسٍ، جميعُه،
- حَنادِسُ لم يذرُر، مع الصّبح، شارِقُه
- تَغَيّرَتِ الأشياءُ، والمُلْكُ ثابتٌ؛
- مغاربُهُ موفُورَةٌ ومَشارِقُه
- مُرادٌ جَرَتْ أقلامُهُ، فتَبادرتْ،
- بأمرٍ، وجَفّتْ بالقَضاءِ مهارِقُه
- وهل أفلَتَ، الأيّامَ، كسرى، وحوله
- مَرازبُهُ، أو قيصرٌ وبطارقُهْ؟
- أبارِقُ هذا المَوتِ سَبّحَ رَبَّهُ؟
- نعم! وأعانَتْ أُكمُهُ وأبارقُه
- ودُنياكَ لَيستْ للسّرورِ مُعَدّةً،
- فمَنْ نالَهُ من أهلِها، فهوَ سارِقُه
- وقد عِشتُ حتى لو ترى العيش لاح لي
- هباءً، كنَسج العَنكبوتِ شبارِقُه
- فخَفْ دعوَةَ المَظلومِ، إنّ دعاءه
- مُلِمٌّ بنُورِيّ الحِجابِ وخارِقُه
- يُخادعُ مَلْكُ الأرض، حتى إذا أتتْ
- مَنيّتُهُ، لم تُغنِ عَنهُ مَخارِقُه
المزيد...
العصور الأدبيه