الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> أيَسجُنُني ربُّ العُلا، وهو منصِفٌ، >>
قصائدأبوالعلاء المعري
أيَسجُنُني ربُّ العُلا، وهو منصِفٌ،
أبوالعلاء المعري
- أيَسجُنُني ربُّ العُلا، وهو منصِفٌ،
- وإنْ تُقنَ راحٌ، فهيَ لا ريبَ تُبزَلُ
- فَيا عَجَبا للشّمسِ تُنشَرُ بالضّحَى،
- وتُطوى الدّجى، والبَدرُ يَنمو ويهزُل
- ومُعَتزِليٍّ لم أُوافقْهُ، ساعةً،
- أقولُ له: في اللّفظِ دينُكَ أجزل
- أُريدُ به من جُزلةِ الظّهرِ، لم أُرِدْ
- من الجزَلِ في الأقوال تُلوى وتُجزَل
- جهلتُ: أقاضي الرّيّ أكثرُ مأثماً،
- بما نَصَّهُ، أم شاعرٌ يتَغَزّل
- وأعلَمُ أنّ ابنَ المعلّمِ هازِلٌ
- بأصحابِه، والباقلانيّ أهزل
- وكم من فَقيهٍ خابطٍ في ضلالَةٍ،
- وحُجّتُهُ فيها الكتابُ المنزَّل
- وقارئكمْ يرجو بتَطريبهِ الغِنى،
- فآضَ كما غنّى، ليكسِبَ، زلزل
- يرى الخُلدَ عَيناً، والزَّبابةَ مَسمَعاً،
- ويقزِلُ في التنميسِ، والذئبُ أقزَل
- فَما لعَذابٍ فوْقَكم لا يعمُّكمْ؛
- وما بالُ أرضٍ تَحتكم لا تُزَلزَل؟
- فعفّوا وصلّوا واصمتوا عن تَناظُرٍ،
- فكُّل أميرٍ، بالحَوادثِ، يُعزَل
- وما ردّ عن آلِ السّماكِ سِلاحَهُ،
- ولا كفّ عَنه الموْتُ، إن قيلَ أعزل
- أسَيفُكَ سيفٌ أم حُسامُك مِشرَطٌ؛
- ورُمحكَ رمُحٌ أم قَناتُكَ مِغزَل؟
المزيد...
العصور الأدبيه