قصائدأبوالعلاء المعري



أيأتي نبيٌّ يَجعَلُ الخَمرَ طِلقَةً،
أبوالعلاء المعري



  • أيأتي نبيٌّ يَجعَلُ الخَمرَ طِلقَةً،

  • فتَحمِلَ ثُقْلاً من هُمومي وأحزاني

  • وهيهاتَ، لو حَلّتْ لما كنتُ شارباً

  • مُخَفِّفَةً، في الحِلمِ، كِفّةَ ميزاني

  • إذا خزَنوني في الثّرى، فمَقالدي

  • مُضيَّعَةٌ، لا يُحسِنُ الحفظَ خُزّاني

  • كأنّيَ نَبتٌ مَرّ يَومٌ وليلَةٌ

  • عليّ، وكانا منفَضينِ، فجَزّاني

  • هما بَدَوِيّانِ، الطّريقَ تَعرّضا،

  • وبُرديّ، من نَسجِ الشبيبَةِ، بزّاني

  • قَوِيّانِ عَزّاني علَيهِ، وأوقَعا

  • بغَيرِيَ ما بي أوقَعاهُ، فعَزّاني

  • وما ضَيّقَا أرضي، ولكنْ أراهُما

  • إلى الضّنكِ، من وجهِ البسيطةِ، لزّاني

  • وما أكَلا زادي، ولكنْ أكَلتُهُ،

  • وقد نَبّهاني للسُّرى واستَفَزّاني

  • ولم يَرْضَيا إلاّ بنَفسي من القِرى،

  • ولو صُنتُهُ، عن طارقيّ، لأحزاني

  • وما هاجَ ذكري بارقٌ نحوَ بارقٍ؛

  • ولا هَزّني شَوقٌ لجارةِ هَزّان

  • بَلِ الفَتَيانِ، اعتادَ قَلبي أذاهُما،

  • يشيمانِ أسيافَ الرّدى، ويهُزّان

  • عزيزانِ باللَّهِ، الذي ليسَ مثلُهُ،

  • يُذِلاّنِ في مِقدارَهِ، ويُعِزّان

  • وكم فَتكا، والحِسُّ قد بانَ عَنهما،

  • بأهلِ وُهودٍ، أو جبالٍ وحِزّانِ

  • وما تَرَكا تُركَ القِبابِ، وغادَرا

  • برُمحينِ، أو جُرزَينِ، أُسرَةَ جُرزان

  • سلا غابَ تَرْجٍ والأُنَيعمَ كم ثَوَى،

  • بذاكَ وهذا، من أُسودٍ وخُزّان



أعمال أخرى أبوالعلاء المعري



المزيد...

العصور الأدبيه



ماذا يجب أن تعرف عند شراء شقتك؟