الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> أنَوارُ تُحسَبُ من سَنا الأنوارِ؟ >>
قصائدأبوالعلاء المعري
أنَوارُ تُحسَبُ من سَنا الأنوارِ؟
أبوالعلاء المعري
- أنَوارُ تُحسَبُ من سَنا الأنوارِ؟
- ومِن البَوارِ مَهاً عرَضْنَ بواري
- بِيضٌ دَوارٍ للقُلوبِ، كأنّها
- عِينٌ بدَوّارٍ وعِينُ دَوارِ
- هذي أَواريُّ المَنازِلِ ما دَرتْ
- أنّى أُواري، في حشايَ، أُواري
- أمّا فَواري المَينِ عنكَ، فصادَفَتْ
- سَمعاً، وأمّا الوَجدُ منكَ فواري
- وإذا الحَواريّاتُ صِدْنَكَ، فابتكِر،
- مثلَ الحواريّاتِ، إثرَ حُوار
- يَرْأمْنَ سَقباً في الرّواحِ، وإنّما
- تَبني على حَوَرٍ وحُسن حِوار
- يَلعَبنَ بالزّوّارِ لِعْبَ قَوامِرٍ،
- وإذا بلَغْنَ رِضاً، فهنّ ذواري
- مثلُ الصُّوارِ، إذا شَمَمتَ صُوارَها،
- فشجونُ قلبِكَ، للهمومِ، صَواري
- فاجعَلْ سِوارَيْ غادَةٍ وبُراهُما،
- لبُرى غوادٍ، في الرّكابِ، سَواري
- يُرْقِلْنَ في خَلَقِ الشِّوارِ، وفوقَها
- أخلاقُ إنسٍ، للقبيح، شَواري
- لا تَشكُونّ، فَفي الشّكايَةِ ذِلّةٌ،
- ولتُعْرَضنّ الخَيلُ بالمِشوار
- آلَيتُ ما مَنَعَ الخُوارُ أوابِداً
- في هَضبِ شابَةَ، والنّقا الخَوّار
- رِيعَ اللّبيبُ من المَشيبِ، لأنّهُ
- ما زالَ يُؤذَنُ بانتِقالِ جِوارِ
- ما أبأس الحَيوانَ، ليسَ لنابتٍ
- أسَفٌ بما يَبْدُو من النُّوّار
- وكأنّ مَنْ سَكَنَ الفِناءَ متى غَدا
- للقَبرِ، لم يَنزلْ لهُ بطَوار
- تلكَ النّسورُ من الوُكُورِ طَوائرٌ،
- ومَقادِرٌ منْ فَوْقِهنّ طواري
- إنّ العَواريّ استُردّ جميعُها،
- فالرّاحُ منها، والجُسومُ عَواري
- أشباحُ ناسٍ في الزّمانِ، يُرى لها،
- مثلَ الحَبابِ، تَظاهرٌ وتواري
- يُخلَطْنَ فيه بغيرِهنّ، فما مضى
- غيرُ الذي يأتي، وهُنّ جَواري
- أعيَا سِوارُ الدّهرِ كلَّ مُساوِرٍ؛
- ورَمَى الخليلَ بأسْهُمِ الأُسوار
- فاحذَرْ، وإن بعُدَتْ غَزاتُك في العدى،
- قَدَراً أغارَ على أبي المِغوار
- زجَرَتْ، قواريَها، الزّواجرُ بالضّحى،
- والحادِثاتُ منَ الحِمامِ قواري
- لو فكّرَتْ طُلُبُ الغِنى في ذاهبِ الأ
- كوارِ، ما قعَدَتْ على الأكوار
- والنّدبُ في حُكمِ الهِدانِ، وذو الصِّبا
- كأخي النُّهَى، والذِّمْرُ كالعُوّار
- ويُقالُ إنّ مَدَى اللّيالي جاعلٌ
- جَبلاً، أقامَ كزاخرٍ مَوّارِ
- جَرتِ القَضايا في الأنامِ، وأُمضِيَتْ
- صُدُقاً، بأسوارٍ ولا أسْوار
المزيد...
العصور الأدبيه