الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> أكتمْ حديثَكَ عن أخيك، ولا تكنْ >>
قصائدأبوالعلاء المعري
- أكتمْ حديثَكَ عن أخيك، ولا تكنْ
- أسرارُ قلبِكَ مثلَ أسرارِ اليدِ
- ولكلّ عصرٍ حائدٌ، ومُقدَّمٌ
- للحربِ، يضربُ في جبينِ الأصيدِ
- فمضى يزيدُ ومَخْلدٌ في دَولَةٍ،
- وثنى الزمانُ إلى يزيدَ ومَزيَد
- وتقارُبُ الأسماءِ، ليس بموجِبٍ
- كوْنَ التقارُبِ، في الفِعالِ، الأزيد
- فالغُمْرُ نافَى الغَمرَ، عندَ قياسهِ،
- والسِّيدُ غيرُ مشابهٍ للسَّيّد
- وتديُّرُ الأوطانِ حُبَّ، وطالما
- قُنِصَ الحَمامُ على الغصون المُيَّد
- ظُلِمَ الأنامُ، فناصِ بِيدَكَ مفرداً،
- حتى تُعَدّ من الرجالِ البُيّد
- ومتى رُزِقْتَ شَجاعةً وبلاغةً،
- أوطنْتَ، من رَبعِ العلى، بمُشيَّد
- فالطيرُ سؤدَدُها الرفيعُ، وعزُّها،
- قُسِما على خُطبائها والصُّيّد
- وإذا الحِمامُ أتَى، فما يكفيكَهُ
- نَفْرُ الجَبانِ، ولا حِيادُ الحُيّد
- ومقيَّدٌ، عند القضاءِ، كمُطلَقٍ،
- فيما ينوبُ، ومطلَقٌ كمقيَّد
- فالظبيةُ الغيداءُ، صبّحها الرّدى،
- أدماء تَرْتعُ في النباتِ الأغيَد
- قَدَرٌ يُريكَ حليفَ ضَعْفٍ أيِّداً،
- ويردُّ قِرْنَ الأيْدِ ضِدّ مؤيَّد
المزيد...
العصور الأدبيه