الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> أسِيتُ، إذ غابتِ الأحجالُ والغُرَرُ؛ >>
قصائدأبوالعلاء المعري
أسِيتُ، إذ غابتِ الأحجالُ والغُرَرُ؛
أبوالعلاء المعري
- أسِيتُ، إذ غابتِ الأحجالُ والغُرَرُ؛
- وإنّما النّاسُ، في أيّامهمْ، عُرَرُ
- وعُذْتُ باللَّه من عامٍ، أخي سَنةٍ،
- نجومُه، في دُخانٍ ثائرٍ، شَرر
- كأنّما بُرُّهُ دُرٌّ لعِزّتِهِ،
- وكيف تؤكلُ، عند المعْدِمِ، الدُّرر
- وطُرّة الروض يُدمي الرجلَ موطئها،
- ينسيكَ ما جنتِ الأصداغُ والطُّرَر
- أدرِرْ يمينَكَ بالجَدوى، إذا قدرتْ؛
- إنّ المنايا، لَعَمري، مَنهجٌ دَرَر
- وِقابُ أسماعِنا جاءَتْ بمَنفعةٍ،
- وماأتَتنا بشيءٍ، يُحمَدُ، السُّرر
- سرّاءُ دهرِكَ لم تكمُلْ لدى أحدٍ؛
- فليتَ طفلَكَ لم تُقطَعْ لهُ سُرَر
- أسَرَّك، الآنَ، أن تُلقى على قلقٍ،
- مثلَ الأسرّ، حماهُ، نومَه، السُّرَر
- لم نهجُرِ الماءَ إلاّ بعد تجربةٍ،
- لقد شرِبنا، فلم تَذهب بها الحِرَر
- سرارة الوَهدِ، يَلقى الجنبُ مضجَعَها،
- خيرٌ من التّبرِ، منسوجاً به السُّرُر
- ما قُرّة العين، ذات الوِردِ، مُعوزة،
- وغُيّبَتْ، عن بواكي الأعين، القُرر
- فينا التّحاسدُ معروفٌ، فهل حَسدتْ
- مجترّةُ الإبلِ أُخرى، ما لها جِرر؟
- ما شِرّةٌ من خليلِ النّفسِ واحدةُ،
- لا بلْ تُوافيكَ، من تِلقائِه، شِرر
- نهاكَ ناهيكَ عن بَيعٍ على غَررٍ،
- وأنتَ كُلُّكَ، فيما بانَ لي، غَرر
- أمّ عُقَيلٌ، فما عنْ ظُلمها عُقُلٌ؛
- تلك الصريراتُ، فيهم، ضاعت الصُّرر
- مرُّ الليالي، إذا استولى على مرَسٍ،
- تقضّبتْ منه بالمستَمسكِ المِرر
- والشرُّ، في الإنس، مبثوثٌ، وغيرهِمُ،
- والنفعُ، مذ كان، ممزوجٌ به الضّرر
- تشاكلوا في سَجيّاتٍ مذمَّمةٍ،
- وأشبَهَتْ لَبواتِ الغابَةِ الهِرَر
- تَناقضٌ في بني الدّنيا، كدهرِهِمُ،
- يمضي المَقيظُ، وتأتي، بعده، القِرر
- للَّهِ درُّ شبابٍ، سارَ ظاعنُهُ،
- لو ردّه، من دموع الآسفِ، الدَّرر
المزيد...
العصور الأدبيه