الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> أراكَ حسِبتَ النّجمَ ليسَ بواعظٍ >>
قصائدأبوالعلاء المعري
أراكَ حسِبتَ النّجمَ ليسَ بواعظٍ
أبوالعلاء المعري
- أراكَ حسِبتَ النّجمَ ليسَ بواعظٍ
- لبيباً، وخِلْتَ البَدرَ لا يتكَلّمُ
- بلى، قد أتانا أنّ ما كانَ زائِلٌ،
- ولكِنّنا في عالَمٍ ليسَ يَعلَم
- وإنّ أخا دُنياكَ أعمَى يرَى السُّهَى،
- عَليلٌ مُعافًى، ظالِمٌ يتَظَلّم
- فهَل تألَمُ الشّمسُ الحوادثَ مثلَنا،
- أم اتّسَقَتْ كالهَضْبِ لا يتألّم؟
- وهل فيكمُ من باخلٍ يُظهِرُ النّدى
- رِياءً بهِ، أو جاهلٍ يتَحَلّم؟
- وما سالَمَ الحيَّ القَضاءُ، وإنّما
- إلى الحَتفِ يَرْقَى، والسّلامةُ سُلّم
- فَيا مُطلَقاً للنّفعِ، يَفصِدُ كفَّهُ،
- أبِالْكَلْمِ يَستَشفي الأسيرُ المُكلَّمُ؟
- لعَمري لقد أعيا المَقاييسَ أمرُنا،
- فحِندِسُنا، عند الظّهيرَةِ، مُظلِم
- فمن مُحرِمٍ، لا يَحرِمُ العلَقَ الظُّبَا،
- ومن مُحرِمٍ، أظفارُهُ لا تُقَلَّم
- ضَعُفنا عن الأشياءِ، إلاّ عنِ الأذى،
- وقد يَسِمُ الوَجهَ الكَهامُ المثَلَّم
- وإنّ ظَليمَ القَفرِ يُرضيهِ زِقُّهُ،
- ويفهمُ عن أخدانِهِ، وهو أصلم
المزيد...
العصور الأدبيه