الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> أدينُ برَبٍّ واحدٍ وتَجَنُّبٍ >>
قصائدأبوالعلاء المعري
- أدينُ برَبٍّ واحدٍ وتَجَنُّبٍ
- قَبيحَ المَساعي، حينَ يُظلَمُ دائنُ
- لعَمري، لقد خادعتُ نفسيَ بُرْهةً،
- وصدّقتُ في أشياءَ من هوَ مائن
- وخانَتنيَ الدّنيا مراراً، وإنّما
- يُجَهَّزُ بالذّمّ الغَواني الخَوائن
- أُعَلِّلُ بالآمالِ قَلباً مُضَلَّلاً،
- كأنّيَ لم أشعُرْ بأنّيَ حائن
- يُحَدّثُنا عَمّا يكونُ مُنَجّمٌ،
- ولم يَدرِ، إلاّ اللَّهُ، ما هوَ كائن
- ويذكرُ من شأنِ القرانِ شَدائداً،
- وفي أيّ دَهرٍ لم تُبَتّ القرائن
- أرى الحيرَةَ البَيضاءَ حارتْ قصورُها
- خلاءً، ولم يَثبتْ لكِسرى المَدائن
- وهجّنَ، لذّاتِ الملوكِ، زوالُها،
- كما غَدَرَتْ بالمُنذِرَينِ الهَجائن
- رَكِبنا على الأعمارِ، والدّهرُ لُجّةٌ،
- فَما صَبرَتْ، للموجِ، تلك السّفائن
- لقَد حَمِدَ الأبناءَ قومٌ، وطالَما
- أتَتْكَ من الأهلِ الشّرورُ الدّفائن
- كنائنُ صدقٍ كثّرَت عدَد الفتى،
- فهنّ بحَقٍّ، للسّهامِ، كنائن
- تَجيءُ الرزايا بالمَنايا، كأنّما
- نُفوسُ البَرايا، للحِمامِ، رهائن
- تَنَطّسَ، في كَتبِ الوَثائقِ، خائِفٌ
- مَنيّتَهُ، والمَرءُ لا بدّ بائن
- يضَنُّ عليها، بالثّمينِ، حليلُها،
- وتودعُ، في الأرض، الشّخوص الثمائن
- يخافُ، إذا حلّ الثّرى، أنْ يَقينَها
- لآخرَ من بعضِ الرّجال، القوائن
- يَصونُ الكَريمُ العِرْضَ بالمال جاهداً،
- وذو اللؤمِ، للأموال، بالعرض صائن
- متى ما تجدْ مسترفِدَ الجُودِ شاتِماً،
- فَفي البُخل، للوَجهِ الذي ذِين، ذائن
المزيد...
العصور الأدبيه