الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> يحيى السماوي >> ضفتان ولا جسر >>
قصائديحيى السماوي
- في آخر تكبيرةِ فجرٍ
- من شعبانْ
- في عامِ الفيلِ القوميِّ
- طَوَيْتُ بساطي..
- قلتُ لأمي:
- حفنة أيامٍ
- وتعودُ حمامةُ قلبي لروابيكِ..
- تعودُ الخضرةُ للأَفْنانْ
- رَشَّتْ حولي ماءً عَفِناً
- (كنّا نشربُ من تُرْعَةِ بستانْ)
- وأنا كنتُ رَشَشْتُ يديها بالقُبُلاتِ
- وحين هَمَمْتُ بلثم صغيري
- صَرَخَتْ زوجي:
- دَخَلَ الجندُ الحيَّ!
- فَلَمْلَمْتُ بقايايَ..
- وكالنَسْناسِ
- قفزتُ إلى سطحِ الجيرانْ
- لم يمهلْني الرعبُ طويلاً
- فَتَعَكَّزْتُ ضلوعي قبل طلوعِ الشمسِ
- طريداً
- أبحثُ عن واحاتِ أمانْ
- مَرَّ الليلُ الأولُ في قريةِ «سيِّد جبار»...
- الثاني؟
- في الصحراءِ..
- الثالثُ؟
- في «سفوانْ»
- ثُمَّ توارى النخلُ... المدن الثكلى..
- والخِلاّنْ
- ***
- أقفُ الآنْ
- في منعطف العمرِ غريباً
- بين صديقٍ لا أعرفُهُ..
- وعدوٍّ يعرفني..
- حيناً تحرقني الأمطارُ
- وحيناً
- تُثْلِجُني النيرانْ..
- أقف الآنْ
- بين صديقٍ لا يعرفني
- وعدوٍّ أعرفُهُ..
- بينَ عبيرِ زهورِ الروحِ
- وأشواكِ الجسدِ الشيطانْ
- مَنْ ينقذني مني؟
- فَيُوَحِّدُ ما بين يقينِ جذوري
- وظنونِ الأغصانْ؟
- فأنا الانْ
- ضِفَتانِ ولا جسرٌ..
- نصفي وحشٌ -
- والآخرُ انسانْ!
- ***
- في آخرِ تكبيرة فجرٍ من شعبانْ
- من عامِ الفيلِ القوميِّ
- ابتدأَ الرحلةَ رجلٌ في مُقْتَبَلِ العشقِ..
- وزوجٌ .. وصغيرانْ
- ***
المزيد...
العصور الأدبيه