الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> وحيد خيون >> موعد مع العراق >>
قصائدوحيد خيون
- أعْدَدْتُ يا حبيبتي حقائبَ السفرْ
- وهذه الأوراقُ والجوازُ والتذاكرْ
- وجئتُ للتوديع ِ ..... إنهُ الفراقْ
- لأنني قبلَِ طلوع ِالشمسِ ِمن هنا مسافرْ
- وبعد هذا اليوم ِلا تَرَيْنَ صورتي
- و سوف لن أراكِ
- العيشُ كيفَ العيشُ دونَ أنْ أراكِ ؟
- سأحسُبُ النجومَ في نهاري
- وتحسُبين الليلَ كلَّ الليلِ ِ بانتظاري
- وأََسمعُ البكاءَ من بعيدْ !!
- وأسمعُ الغناءَ في بني سعيدْ !!
- العيشُ ... كيف العيشُ دونَما أ ُريدْ ؟
- وأسمعُ الديكَ هناك فوقَ بيتِنا يصيحُ منْْْ بعيدْ
- الديكُ حينما يصيحُ ينتهي الظلامْ ...
- ويبدأ ُ النهارُ يدخلُ السماءَ من جديدْ
- اللهْ .... لو يعودُ للسماءِ وجهُهَا القديمْ
- اللهْ ....لو يَرُدُّ كوخُنا المملوءُ بالمياهْ
- اللهْ ....لو يزوُرني في غربتي القَصَبْ
- الله ْ..... لو أرُدُّ أزرَعُ النخيلْ
- وأَجْمعُ الأخشابَ للشتاءِ والحَطَبْ
- وكان حيثُ يحضرُ الشتاءْ
- يَجْمَعُنا مَضيفُنا بالشاي والدّخانِ ِ واللّهَبْ
- الله ْ....كم أحنُّ للمَضيفْ
- مَضيفُنا مصيفٌ ليس بعدهُ مصيفْ
- والآنَ بعدَ الآن ِ ليسَ لي شتاءْ
- وليسَ لي ديكٌ يصيحُ في المَساءْ
- لقدْ رَحَلْتُ دونَ أنْ أقولَ يا حبيبتي.....
- إلى اللّقاءْ
- لأنّ مَنْ ُيحِبُّ لا يعودُ للوراءْ
- حبيبتي .... والحبُّ بعدَ الله ِ والعراق ِ للعراقْ
- ماذا أقولُ هلْ أقولُ إنهُ الفراقْ ؟
- وهلْ أقولُ إنهُ القدَرْ ؟
- لو إنني الآنَ هناك في العراق ِأكنسُ الرصيفْ
- وأغسلُ الشجرْ
- لو أنني الآنَ هناكَ ألثُمُ الترابْ
- وأنْحَني لو يسقُطُ المطرْ
- لو أنني الآنَ هناكَ أشربُ السمومْ
- وآكلُ الحَجَرْ
- لو أنني الآنَ هناكَ أحرسُ الحدودْ
- واحرسُ البيوتَ والشجرْ
- الله ْ.... لو أعودُ للعراق ِ أوْ يزورُني العراقْ
- لَكنتُ أذبحُ الحبيبَ .... ابنَنا الوحيدْ
- الله ْ....لو تزوُرني سحابة ٌ مَرّتْ على العراق ِ
- من بعيدْ
- الله ْ.....لو يزورني طيرٌ من العراقْ
- الله ْ....لو يزوُرني كلبٌ من العراقْ
- لَكنتُ قدّمْتُ لهُ رأسي على طبقْ
- لَكنتُ قدّمتُ لهُ قلبي الذي أ صبحَ منْ ورَقَْ
- قلبي الذي قدْ أحرقَ الأوراقَ واحترقْ !
- لو أنني أطيرُ في السماءِ ... لو معي جناحْ
- لو أنها تحمِلُني إلى العراق ِ في هبوبِها الرِّياحْ
- لو أنني أطيرُ .........آهٍ .......... لو أنا أطيرْ
- والوقتُ لو يموتُ قبلَ لحظةِ المصيرْ
- الوقتُ لو ينامُ لو يطولُ قبلَ أنْ يصيرَ موعدُ السفرْ
- الحبُّ : أنْ يرُدّ َكَ الحنينُ للحبيبْ
- وأ َنْ تجُرَّ كلَّ خيطٍ فيكَ زحمة ُ الصورْ
- الحبُّ : أنْ تموتَ دونَما الحبيبْ
- أو أنْ تعيشَ دونما بصرْ
- هذا أنا يا أيها الحبيبْ
- أعيشُ باقي العمرِ دونَما بصرْ
- ودونَما ضياءْ
- هذا أنا أنامُ في الشتاءِ دونَما غطاءْ
- هذا أنا أموتُ كلَّ يوم ٍ حسرةََ َ اللقاءْ
- أذوقُ كلَّ يوم ٍ بَعْدَكُمْ مرارة َ الجفاءْ
- وأسمعُ الديكَ هناكَ فوقَ بيتِنا يصيحُ منْ بعيدْ
- الديكُ حينَما يصيحُ ينتهي الظلامْ
- ويبدأ ُالنهارُ يدخلُ السماءَ منْ جديدْ
- ـــــ
المزيد...
العصور الأدبيه