الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> وحيد خيون >> معركة الجن >>
قصائدوحيد خيون
- نزل َ المَطَرْ
- والقاربُ النائي تسارعَ في عُبَابِ الماءِ
- وانجَمََدَ النَهَرْ
- كلُّ الحياةِ تجَمَّدَتْ
- وتحَوّ َ لتْ كلُّ الحياةِ إلى حَجَرْ
- وتحَوّلتْ أحلامُ عصفورٍ صَغيرٍ
- عاشَ في ظلِّ الشجَرْ
- مِن غابةٍ خضراءَ رائعةٍِ على مدِّ البَصَرْ
- وإلى حُطام ٍمِن جذورٍ .. يا لقارعةِ الدهرْ
- تشتاقُ للأزهارِ ...
- للأوراقِ ِ... للظلِّ الرقيق ِ وللمَطرْ
- قد كان يحلُمُ أنْ يكونَ مِن البشرْ !
- يا للعصافير ِالمُغفلةِ التي
- قد غرَّها لونُ الملابس ِوالصُوَرْ
- لو لم أكنْ بَشَرًا
- فهلْ أشتاقُ يومًا أنْ أكونَ من البشرْ ؟
- يتحمّلُ الأعباءَ .....
- ينتظرُ القواربَ لو تعودْ
- لو يسألُ الأحبابُ عنهُ
- لو رسائلُهُ التي لم تنقطعْ أبدًا تقابلُها ردودْ
- لو مَرَّ ساع ٍللبريدْ
- فتذوبَ أقواسُ الثلوج ِ وينتهي فصلُ الجمودْ
- لو أنَّ أ ُمّا ما رآها ما تزالُ قريبة ً منهُ
- وما زالتْ على قيدِ الوجودْ
- لو أنّها عادتْ تسَامِرُهُ ...
- وتغسلُ ما يُوسِّخُ مِن ثيا بْ
- تكوي لهُ القمصانَ ... تعْطِيهِ النقودْ
- وإذا مضى يلهو مع الأطفال ِ
- تحرسُهُ وتحْلمُ أنْ يَعُودْ
- يا ليتنا عُدْنا صغارًا ... لو نظلُُّ بلا قرارْ
- يا ليتها أمي تعودْ ...
- ويعودُ إخواني الصِّغارْ
- يا ليتنا لم نعرفْ الأحلامَ في يوم ٍ ....
- ولا صرنا كبارْ
- حيث الديارُ تجرَّدتْ مِنا ....
- وما عادتْ لنا تلكَ الدّيارْ
- حيثُ الحياة ُ تكدَّرَتْ
- وتحَوّلتْ كلُّ الطقوس ِإلى حِجارْ
- ذكرى أ ُردّدُها طويلا ً ثمَّ يدفنُنِي غبارْ
- طفلا ً يعذبُنِي صياحُ أبي المريضْ
- فيموتُ ....أفقِدُهُ .....فأصْرُخُ
- كالمُصَابِ بسوطِ نارْ
- أبتاهُ لا تتركْ صغيرَكَ ...
- ثم يأخذني دوَارْ
- خذني ...
- ولكنْ كيفَ يأخذ ُني وليسَ لهُ القرارْ ؟
- ورجعتُ كالمقتول ِأرقبُ كلَّ أصحابي الصغارْ
- آباؤُهُمْ معهم وما عندي أبٌ..... يا لِلدَمَارْ
- وبَدَتْ تعاساتي تخالطني إلى هذا النهارْ
- لكنهُ هلْ ما يزالُ لنا نهار ؟
- هل لي ولو سببٌ بسيط ْ ؟
- يدعو إلى شطبِ الهموم ِ ...
- وقد يذوبُ بها المحيط ْ
- هي ذكرياتي كلَّ حين ٍتسْتفيقْ
- وتدورُ في رأسي كما لو أنها كانتْ شريطْ
- ووقاحة ُالأيام ِ مازالتْ تماشيني ...
- على نفس ِالطريقْ
- هَمّ ٌ وحزنٌ دونما سببٍ ومأساة ٌ وضيقْ
- وكأنما الأيامُ من حولي مُعَطلة ٌ ..
- وما فيها صديقْ
- لو عُدْتُ طفلاً ... لو يعودُ أبي وأ ُمي
- لو تعودُ لنا الشواطئُ والقواربْ
- لو أنني أقوى على دفع ِالضرائبْ
- لدَفعتُ كلَّ ضرائبي
- من صحَّتِي ودوار ِ رأسي
- كيف تلتئمُ الجراحُ ولا تثورْ ؟!
- والجنُّ من حولِي تدورْ
- يتزاحمونَ ويركضونَ بلا شعورْ
- وعلى سلالم ِ بيتنا يتسابقونَ
- ويضحكونَ
- ويُشعِلونَ بصيصَ نورْ
- لو إخوتي سمِعُوا صياحي
- لو أنها هدأتْ رياحي
- حيث مكتبتي وأوراقي ...
- ممزقة ًغدَتْ مثلَ الطيورْ
- بيني وبين الجنِّ معركة ٌ على مَرِّ العصورْ
- والآنَ حيثُ دَمِي يفورْ
- يغلي دَمِي غليانَ ماءْ
- لو لم أكنْ بشرًا
- لَمَا عانيتُ مِن أيّامِناهذا العناءْ
المزيد...
العصور الأدبيه