الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> وحيد خيون >> رسالة وامتحان >>
قصائدوحيد خيون
- تسلمتُ منكِ الرساله
- وقبّلتُهَا مثلما ترغبينْ
- شمَمْتُ بها الأهلَ و الأقرَبينْ
- ودارتْ برأسي الذي كالحجارْ
- طيورُ الحنينْ
- إليكم حنيني ... كما الماءِ يغلي
- حنيني لبغدادَ... للناس ِ فيها... حنيني لأهلي
- حنيني لمحبوبةٍ مِتُّ مِن أجلِها وماتتْ لأجْلِي
- تذكّرْتُ بغدادَ حيثُ الرساله
- أتتني كما الطيفِ تنعى الزمانْ
- تمرُّ بقلبي
- مرورَ السحاباتِ من فوقِها يمرُّ الحصانْ
- حصاني الذي لم يَعُدْ لازماً
- فقلبي عجوزٌ..... وصدري عجوزٌ
- وجسمي ضعيفٌ
- فكيف التحَدِّي و كيفَ الرِّهانْ ؟
- تسَلمْتُ منكِ الرساله
- وأشفقتُ منها كما كنتُ أشفقتُ منها زمانْ
- قرأتُ الرسالة َ ستينَ مَرَّه
- كأني سيُجْرى عليَّ امتحانْ
- وقفتُ على البابِ مثلَ اليتيمْ
- أُكلمُ نفسي .....
- وأبكي إلى أنْ أتاني صُداعْ
- يُحَطّمُ رأْسي
- يُكَسِّرُ أضلاعَ صدري بفأس ِ
- فما عادَ ينفعُنِي الأسبَرينْ
- ولا عادَ يفهمُنِي الآخرونَ
- ولا أفهَمُ الآخرينْ
- ولا عدتُ ذاك الحبيبَ الشجاعْ
- لأنَّ برأسي صداعاً .... يُسَمّى صُداعْ
- لأنّي هنا دائمًا في صِراعْ
- أنا آسِفٌ مثلما تأسَفِينْ
- أنا آسفٌ لم أقصُدْ الانقطاعْ
- أنا آسفٌ لن أستطيعَ الرجوعْ
- وإنْ كنْتِ مُنقِذتي مِن صُداعْ
- لقد حطّمَ الموجُ ذاكَ السفينْ
- وقد مَزّقَ العصفُ ذاكَ الشراعْ
- أنا آسفٌ ..... آسفٌ... لنْ أعودْ
- وإنْ كنتِ منقذتي من ضَياعْ
- دعيني هنا اكتبْ الخاطراتْ
- لأنَّ الحبيبَ الذي ضاع منّي
- أعزُّ على القلبِ من كلِّ ما في الحياةْ
- فإنْ يَسْألوكِ المُحِبّونَ عني
- فقولي تجَرَّعَ حُبّي و مَاتْ
المزيد...
العصور الأدبيه