الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> وحيد خيون >> حبات الزجاج >>
قصائدوحيد خيون
- حلاوتُها تطولُ ولن تُطالا
- وأحلى أن تكونَ هي المُحالا
- بها حُبّّ ٌ لنا لو كان فينا
- فتَدْعُونا لها ما قيلَ لا لا
- وتعصي حُبَّها عصيانَ قوم ٍ
- يرَوْنَ حرامَ فرقَتِنا حلالا
- نظرْتُ لوجهِها حتى كأني
- أرى يَمّا ً يفيضُ دَمَاً زلالا
- وحينَ تسارَعَتْ دقّاتُ قلبي
- عَرَفْتُ بأنني سأموتُ حالا
- فكنْ حذِرا ً بأنكَ بعدَ هذا
- تطيرُ بعاصِفِ الدّنيا رمالا
- ومثلُكِ أنتِ تبعدُ دونَ هجر ٍ
- لتَهْجُرَ قاصداً منها الوصالا
- غناكِ على هواكِ على جمال ٍ
- قصَدْتُكِ .. لاغِناكِ بل الجَمَالا
- إذا ما أسفرَ النائونَ عنّا
- كفانا أنْ نرى منكِ الخيالا
- غدا دربُ البريدِ لنا مدارا ً
- أ ُنازلُ فيهِ أقمارا ً نِزالا
- أسَرْتُ الشّمسَ في ليل ٍ طويل ٍ
- وصُبْح ٍ قد أسَرْتُ بهِ الهِلالا
- حَرصْنا أن نكونَ لها جوابا ً
- و تحرصُ أن تظلّ َ لنا سؤالا
- وقفنا والصدى قاس ٍ علينا
- وما أعطتْ لنا الحرّاسُ بالا
- ولو أنّا تجاوَزْ نا هواها
- لَشُكّ َبأننا كنّا رجالا
- فمٌ تتناسقُ الأسنانُ فيهِ
- كحَبّاتِ الزُجاج ِ إذا تَلالا
- وأنفاسٌ تُعطِّرُ ألفَ حيّ ٍ
- سهولا أو هضاباً أو تِلالا
- وقد تجدُ الجبالُ لها سبيلا ً
- إذا ما كاشَفَ النّهدُ الجبالا
- متى مالَ النسيمُ بعودِ وردٍ
- لها عُودٌ من النسرين ِ مالا
- يزيدُ خِمارُها الوَجَناتِ نورا ً
- لها ما لم تنَلْ بالحُسن ِ نالا
- كأنّ اللهَ ألزَمَهُنّ َ زِيّاً
- لكي يعْرِفْنَ يصْطَدْنَ الرِجالا
- وأنتَ ترى النِساءَ مُخدّراتٍ
- أشدّ َ سنىً وسِحْرا ً وانفِعالا
- لها من حُسنِها لكَ تُرْجُمانٌ
- إذا سكَتَتْ كعادَتِهِنّ َ قالا
- وإنْ نطَقَتْ فشُغْلُكَ بالثنايا
- أضاعَ عليكَ سمْعَكَ والمَقالا
- وأنتَ ترومُ دربَيْها تُلاقي
- عُبابَ البحرِ بالضّفَتَيْن ِ غالى
- إذا داعَبْتَ في الميناءِ جُزءا ً
- رأيتَ الماءَ من حدّيْهِ سالا
- لهُ بابان ِ بابٌ تحتَ بابٍ
- إذا بالغتَ بالمُفْتاح ِ زالا
- و زورَقُكَ القصيرُ إذا تمَشّى
- على بُعْدٍ من الضِفَتَيْن ِ طالا
- فلا هذا يُوالي غيرَ هذا
- ولا هذا سوى هذين ِ والى
- وللسُفُن ِ التي أوْدَتْ ببعض ٍ
- مُداعَبة ً وضربا ً واحتِلالا
- تظنّ ُ بأنّ معركة ً أماتَتْ
- ـهُما لكنّها خَلَقَتْ عِيالا
- ولو أنّ الغيومَ لها قلوبٌ
- أناختْ فوقَ مَنْ أهوى ظِلالا
- كأنّ بشَعْرِها والريحُ تجري
- خيولا ً شارِداتٍ أو جِمالا
- أُحِبّ ُعيونَ (يَمّ ٍ) وهْيَ تبكي
- فقد زادَ الأسى فيها جَمالا
- وإنْ ضحِكَتْ فقد رمَتْ المآ قي
- نِصالا ً تزدري تَرَفا ً نِصالا
- وقد تتهيّبُ الفرسانُ حربا ً
- يكونُ سلاحُ مَنْ لا قَوْا دَلالا
- أُراهِنُ لو يراكِ الصخرُ ينسى
- صلادتَهُ ويُنْشِدُ كِ ارتِجالا
- وما أكبَرْتُ سِحْرَكِ غيرَ أني
- لقد أكْبَرْتُ قُدْرَتَهُ تعالى
المزيد...
العصور الأدبيه