الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> وحيد خيون >> اليوم الأخير >>
قصائدوحيد خيون
- وأنا أُحضِرُ للتوديع ِ أنفاسي الأخيره
- كنتُ أسترجعُ ما قلناهُ في اليوم ِ الأخيرْ
- كانت الساعة ُ كُثْباناً من الرّمل ِ
- ومن حرِّ الهجيرْ
- تحتَ أضلاعي تبَدّتْ
- يا لأضلاعي الكسيره
- كانت الساعة ُ أياماً قضيناها وعهداً لا يعودْ
- فتجاوزنا سدوداً وتخطّيْنا سدودْ
- وتجاوزنا الى أقصى الحدودْ
- بكلام ٍ كان في أعراصِنا ورداً ونسرينا ً
- وأسرابَ طيورْ
- لحظاتٌ ذوَتْ الأوراقُ فيها والزّهورْ
- أتَسَنّاكِ بآهاتي وفي ساح ِ انتظارْ
- كلماتٌ ليس فيها أيّ ُ معنى للنهارْ
- وتذكرتُ الكلامَ المستباحْ
- وترَنّمْتُ بما جاء الصباحْ
- جاء كي يسألَني عنكِ وعن ذاك الحنينْ
- ربما شاهدَ شيئا في عيون ِ العابرينْ
- ذاك لما حمَلَ البحرُ الصواري
- وأنا فيهِنّ في ظل ِّ انتظاري
- تائِهٌ في كلماتْ
- جئنني منكِ على شكل ِ رساله
- كنّ لي ماءَ الحياة ْ
- ثم مرّتْ لحظاتْ
- وتجلّتْ لي عناوينُ الحقيقه
- إنها كانت رساله
- كتَبَتها لكِ أوهامُ صديقه
- حيثُ شجّتْ سكَراتُ الحبِّ في كنهِ العقولْ
- يا لِحظِّي
- وأنا أُوهمُ نفسي وأقولْ
- هيَ لي تلكَ العباراتُ الحزينه
- هي أحلامُ الخلودِ المُسْتبينه
- أين تلكَ الهمساتُ الساكناتْ ؟
- أين تلكَ الشذراتُ الناعياتْ ؟
- أين تلكَ الخاطراتُ الباكياتْ ؟
- وأنا صدّقتُ تلكَ النفثاتْ
- نفثاتِ الصدر ِ والقلبِ الغريبْ
- تحتَ أبعادِ الكلامْ
- قلبِ مَنْ قد كتبتْ تلك العباراتِ الحزينه
- و رمَتْها لي يدٌ ما زلتُ أهواها كثيرْ
- جئتُ أسترجعُ ما قلناهُ في اليوم ِ الأخيرْ
- جئتُ كي أرمي أمامَ الأعيُن ِ الخضراءِ
- أحزاني وطولَ الإنتظارْ
- جئتُ أرمي سُلّمَ الصبح ِ لأقدام ِ النهارْ
- جئتُ ألقي أحرفَ البعدِ لآفاق ِ البدايه
- هي ذي نفسُ النهايه
- حَسَرَاتٌ .. عبَراتٌ تترقرقْ
- كلُّنا في دورةِ الأيام ِ نعشقْ
- فتعالَيْ واخلعي ثوبَ الدلالْ
- لم تزلْ نفسي تغني وتنادي يا امتثالْ
- لم تزلْ تُقرعُ أجراسٌ هناكْ
- في المحطاتِ البعيده
- ولماذا في المحطاتِ البعيده؟
- إنها الاغلالُ والأيدي العتيده
- وقيودٌ و كلاكِلْ
- تسحقُ الأحناءَ في قلبي وتصطكّ ُ السلاسِلْ
- يا لآلامي الطويله
- يا لأضوائي الكليله
- لم تدعْ فيها الليالي دونَ أشباهِ الضياءْ
- فتعالي قبلَ أنْ يأتي المساءْ
- بعدَ أنْ يأتي المساءْ
- واعلمي أني سأهواكِ الى يوم ِ القيامه
- لا اُبالي بلسان ِ العذل ِ أو صوتِ الملامه
- فاحمِلي ياريحَ أوراقي بعيداً وبعيدْ
- وانشُريها حولها قائلة ً ... ماتَ وحيدْ
- ماتَ لو زرتِهِ يحيا من جديدْ
- من هنا تمتدّ ُ أجناحُ السلامه
- فننٌ ... أرضٌ ... رياحٌ ... وحمامه
- من هنا غابتْ شموسُ الصابرينْ
- من هنا مرّتْ ركابُ الراحلينْ
- من هنا ارسلْتُ إخلاصي وأطلَقتُ الحمامه
- واعلمي أني سأهواكِ إلى يوم ِ القيامه
المزيد...
العصور الأدبيه