الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> نزار قباني >> وَرَقة إلى القارِئ >>
قصائدنزار قباني
- كمَيْسِ الهوادج .. شرقيةً
- تَرْشُّ على الشمس حُلْوَ الحِدا ..
- من الرمل ، ينشفُ فيه النِدا
- ومثلَ بُكاء المآذن .. سرتُ
- أُعبِّيءُ جيبي نجوماً .. وأَبْني
- على مقعدِ الشمس لي مقعدا
- ويبكي لأمنحَهُ موعِدَا ..
- شراعٌ أنا .. لا يطيقُ الوصولَ
- حُرُوفي ، جموعُ السُنُونُو ، تمدُُّ
- على الصَحْو .. معطفَها الأسودَا
- تَمَزُّقهُ قبلَ أن يُولَدَا ..
- أنا لبلادي .. لنجْماتِها
- سَفَحتُ قواريرَ لوني نُهُوراً ..
- على وطني الأخضرِ المفْتَدَى
- ومن شرفِ الفِكْر أن يصعَدَا
- تَخَيَّلتُ حتى جعلتُ العطورَ تُرى
- ***
- بأعراقيَ الحُمْرِ .. إمرأةٌ
- تَفُحُّ .. وتنفخُ في أعظمي
- فتجعل من رئتي مَوْقِدا ..
- هَيولاهُ من شاطيء المُبْتَدا
- بتركيبِ جسميَ .. جُوعٌ يَحِنُّ
- أَتحسِبُ أنكَ غيري ؟ ضللتَ
- فإنَّ لنا العنصرَ الأوحدا
- شيئاً .. ولولايَ لَنْ تُوجَدَا
- ولا فَقَع الثَدْيُ أو عربَدَا
- صنعتُكَ من أضلعي .. لا تكنْ
- أضَاعَكَ قلبي ، ولما وجدتُكَ
- يوماً بدربي .. وجدتُ الهُدَى
- عَزَفْتُ . ولم أطلبِ النجمَ بيتاً
- ولا كان حلميَ أن أَخْلُدا
- ولا أطلبُ "الشاعرَ الجيِّدَا"
- شعرتُ "بشيءٍ" فكوّنتُ "شيئاً"
- ***
- فيا قارئي .. يا رفيقَ الطريقِ
- سألتُكَ بالله .. كُنْ ناعِماً
- إذا ما ضَمَمْتَ حُرُوفي غَدَا ..
- عذابَ الحروفِ .. لكي توجَدا ..
- ***
- فُضُولاً .. ولا كان عُمْري سُدى
- فما ماتَ من في الزمانِ ..
- أضَاعَكَ قلبي ، ولما وجدتُكَ
- يوماً بدربي .. وجدتُ الهُدَى
- ***
- عَزَفْتُ . ولم أطلبِ النجمَ بيتاً
- ولا كان حلميَ أن أَخْلُدا
- إذا قيلَ عني "أُحسُّ" كفاني
- ولا أطلبُ "الشاعرَ الجيِّدَا"
- شعرتُ "بشيءٍ" فكوّنتُ "شيئاً"
- بعفويةٍ ، دون أن أقصُدا
- ***
- فيا قارئي .. يا رفيقَ الطريقِ
- أنا الشفتانِ .. وأنتَ الصَدَى
- سألتُكَ بالله .. كُنْ ناعِماً
- إذا ما ضَمَمْتَ حُرُوفي غَدَا ..
- تَذَكَّرْ .. وأنتَ تمرُّ عليها
- عذابَ الحروفِ .. لكي توجَدا ..
- ***
- سأرتاحُ .. لم يكُ معنى وجودي
- فُضُولاً .. ولا كان عُمْري سُدى
- فما ماتَ من في الزمانِ ..
- أَحَبَّ .. ولا ماتَ من غّرَّدا
المزيد...
العصور الأدبيه