الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> نزار قباني >> وهذا العُنْفَا ؟ >>
قصائدنزار قباني
- كيفَ سأُوقفُ هذا المدَّ اللاقوميَّ ،
- وهذا الفكرَ التجزيئيَّ ،
- وهذا المَطَرَ الكبريتيَّ ،
- وهذا النَزفَا ؟
- كيف نُعبِّرُ عن مأزِقِنَا ؟
- كيف نُعبِّرُ عمَّا يُكْسَرُ في داخِلِنَا ؟
- كيفَ سنتلو آيَ الذِكْرِ على جُثَّتِنا ؟
- إِنَّ مباحثَ أَمْنِ الدولةِ تطلبُ منَّا
- أَنْ لا نَضْحَكَ ..
- أَنْ لا نَبكيَ ..
- أَنْ لا ننطُقَ ..
- أَنْ لا نَعْشَقَ ..
- أَنْ لا نلمِسَ كفَّ امرَأَةٍ ..
- أَنْ لا نُنْجِبَ ولداً ..
- أَنْ لا نُرْسِلَ أَيَّ خِطابٍ
- أَنْ لا نَقْرَأَ أَيَّ كتابٍ
- إِلا عنْ أَحْوَالِ الطَقْسِ ، وإِلا عَنْ أَسرَارِ الطَبْخِ
- فتلكَ قَوَانينُ المَنْفَى ...
- يا سيِّدتي :
- ماذا أفعلُ لو جاءَتْني أُمِّي في الأَحْلامْ ؟
- مَاذا أَفْعلُ لو ناداني فُلُّ دِمشْقَ ..
- وعاتَبَني تُفَّاحُ الشَامْ ؟
- ماذا أَفْعَلُ لو عَاوَدَني طَيْفُ أَبي ؟
- فالتجأَ القَلْبُ إِلى عَيْنَيْهِ الزَرْقَاوَيْنِ ..
- كسِرْب حَمَامْ ..
- يا سيِّدتي :
- كيفَ أقولُكِ شِعْراً ؟
- كيفَ أقولُكِ نَثْراً ؟
- كيف أقولُكِ ، يا سيِّدتي ، دُونَ كلامْ ؟
- 7
- كيفَ أُبَشِّرُ بالحُريَّة ..
- حينَ الشمسُ تواجهُ حكماً بالإِعدَامْ ؟
- كيفَ سآكُلُ من غير طَعَامْ ؟
- يا سيِّدتي :
- إِنِّي رَجُلٌ لم يَتَخَرَّجُ من بَارَات السُلْطَةِ ،
- في أَحَدِ الأَيَّامْ ...
- أَو أشْغلتُ وظيفةَ قِرْدٍ ..
- بينَ قُرُودِ وزاراتِ الإِعلامْ !!
- يا سيِّدتي :
- إِنِّي رجلٌ لا أَتَوارَى خَلْفَ حُرُوفي
- أو أتخبَّأُ تحتَ عَبَاءةِ أيّ إِمَامْ ..
- يا سيِّدتي : لا تَهْتَمِّي .
- فأنا أعرفُ كيفَ أكونُ كبيراً ..
- في عَصْر الأَقزامْ ...
- *
- 8
- يا سيِّدتي : لا تَهتَمّي
- حتَّى أَفْتَحَ نَفَقَاً تحتَ البَحرِ ..
- وأثقبَ حيطانَ المَنْفى .
- لا تَهْتَمِّي ..
- لا تَهْتَمِّي ..
- لا تَهْتَمِّي ..
- إِنَّ المَنْفَى في غاباتِ الكُحْلِ الأَسْوَدِ
- ليسَ بمنْفَى ...
- لا تَهْتَمِّي ..
- إِنَّ المَنْفَى في غاباتِ الكُحْلِ الأَسْوَدِ
- ليسَ بمنْفَى ...
المزيد...
العصور الأدبيه