قصائدنزار قباني



هل تسمحين لي أن أصطاف؟
نزار قباني



  • 1

  • هل تسمحين لي أن أصطافَ كما يصطاف الآخرونْ؟

  • وأتمتّع بأيَّام الجَبَلْ..

  • كما يتمتَع الآخرونْ..

  • الجَبَلُ مروحةُ حريرٍ إسبانيّه..

  • وأنتِ مرسومةٌ عليها..

  • وعصافيرُ عينيكِ..

  • تأتي أفواجاً أفواجاً من جهة البحر..

  • كما تطير الكلماتُ من أوراق دفترٍ أزرق...

  • هل تسمحينَ لذاكرتي أن تكسرَ حصارَ رائحتكْ؟

  • وتشمَّ رائحة الحَبَقِ، والوزَّال، والزعتر البريّْ.

  • هل تسمحين لي..

  • أن أجلس على الشرفة الصيفية دقيقةً واحدة؟

  • دون أن يتسلّق صوتكِ كعريشةٍ زرقاءْ

  • على درابزين بيتنا..

  • ودونَ أن أجدكِ في قهوتي الصباحيَّهْ؟..

  • 2

  • عند نهديكِ المتغطرسينْ!!.

  • أن أنال إجازتي السنويّهْ..

  • كان أجْري قليلاً..

  • وحظّي قليلاً..

  • وراحتايَ مُشَققتَيْن..

  • من كثرة الشغل في مناجم الذَهبَْ.

  • حتى في أول أيَّارْ..

  • ذهبتُ إلى عملي كبقية الأيَّامْ

  • وحرستُ نهديكِ النائمين..

  • كبقيّة الأيَّامْ..

  • وحَمَّمتُهُمَا.. وغطَّيْتُهُمَا..

  • وقرأت لهما قصةَ ساندريللا...

  • كبقيَة الأيَّامْ...

  • حتى القروش القليلة التي ادّخرتُها

  • اشتريتُ بها لهما..

  • فَطَائرَ اللوز والعَسَلْ..

  • ولكنّ نهديكِ..

  • - ككلِّ أولاد العائلات الإقطاعيَّهْ-

  • إعتبراني مَمْلُوكاً لهما..

  • من عهد أوّلِ ملكٍ من مُلُوكِ الأسْرة النَهْديَّهْ..

  • وجَلَداني تسعينَ جلدةً على ظهري..

  • وتسعينَ جلدةً على صدري..

  • حتى أسقطتُ دعوايَ عنهما...

  • وعدتُ إلى العمل...

  • 3

  • علَّقتُكِ في خزانة ثيابي في بيروتْ..

  • وأخذتُ المفتاحَ معي..

  • وخرجتُ على أطراف أصابعي..

  • ......................

  • ... واليوم .. وأنا أتمشّى على طُرُقاتِ الجبلْ..

  • رأيتكِ تتَّكئينَ على سنبلة قمحْ..

  • وتتسابقين مع عصفور صباحيّ..

  • وتربطين شعركِ بغمامةٍ بُرتُقاليَّهْ..

  • ماذا تفعلينَ هنا؟

  • ومن أعطاكِ عنواني في الجَبَلْ؟

  • أيتها الواحدةُ التي اصطدمت بعشقي..

  • فصارتِ امرأهْ..

  • واصطدمتُ بطقس نهديْها الإستوائيْينْ..

  • فعرفتُ حجمَ رجولتي..

  • منحتُكِ البركةَ والتكاثُرْ..

  • وجعلتكِ كماء البحر.. واحدةً .. ومتعدِّدَهْ..

  • ووضعتُ يدي على بياض فخذيكِ..

  • فأصبحتِ قبيلَهْ..

  • ماذا تفعلينَ هنا؟

  • حتى الغابة..

  • تذكِّرني كيف كنتِ تمشِّطينَ شعرَكِ..

  • فأبكي..

  • حتى القِمّة..

  • تذكرني بارتفاع نهديكِ عن سطح البحر..

  • فأدوخْْ...

  • 4

  • هل بوسع رجلٍ يُحبُّكِ مثلي..

  • أن يصطاف اصطيافاً طبيعياً؟

  • هل بوسعي أن أنفصلَ عن المجموعة الشمسيَّهْ

  • التي تدور منذ ملايين السنين حول عينيكِ

  • لا يخضعُ لسلطانكْ؟

  • فأجلس كالمجاذيب على كرسيٍّ هزَّازْ..

  • أقرأ القصصَ البوليسيَّهْ..

  • وأشرب المياه المعدنيَّهْ..

  • وأمتحن ثقافتي بالكلمات المتقاطعَهْ..

  • الاصطيافُ زمنٌ مسطَّحْ..

  • وأنا مرتبط بزمانكِ رغم كثرة نتوءاته..

  • والاصطيافُ فراغٌ.. وأنا ممتلئٌ بكِ..

  • والاصطياف تغيير..

  • وأنا لا أريد أن أغيّركِ..

  • بكنوز الدنيا..

  • قولي لي...

  • من هو الأبلهُ الذي اخترع كلمةَ الاصطيافْ؟

  • فرماكِ كخاتم الذهب على رمال بيروتْ..

  • وفرض عليَّ الاقامة الجبريَّة

  • تحت شجرة النومْ..

  • ربما كان لا يعرف أن الشجرهْ..

  • تبقى ألف سنة على رأس الجبَلْ

  • في حين أنكِ في اللحظة التي

  • تدخلينَ فيها إقليم صدري..

  • تصبحينَ شَجَرَهْ..

  • وفرض عليَّ الاقامة الجبريَّة

  • تحت شجرة النومْ..

  • ربما كان لا يعرف أن الشجرهْ..

  • تبقى ألف سنة على رأس الجبَلْ

  • ولا تصبح امرأة..

  • في حين أنكِ في اللحظة التي

  • تدخلينَ فيها إقليم صدري..

  • تصبحينَ شَجَرَهْ..



أعمال أخرى نزار قباني



المزيد...

العصور الأدبيه

واجهه المكتبه تفتح على شكل كتاب!

واجهه المكتبه تفتح على شكل كتاب!



أهم 12 نصيحه عند شراء شقتك بالتقسيط