الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> نزار قباني >> مُسَافِرَة >>
قصائدنزار قباني
- جِئْتُها نازفَ الجراح ، فقالتْ:
- شاعرَ الحُبِّ والأناشيدِ .. ما بِكْ؟
- ذاكَ منديليَ الصغيرَ .. فكفْكِفْ
- قَطَراتِ الأسى على أهدابِكْ
- نَمْ على زنديَ الرحيم .. وأَشْفِقْ
- يا رفيقَ الصبا .. على أعصابِكْ
- إرفعِ الرأسَ ، والتفتْ لي قليلاً
- يا صغيري ، أكْأَبْتَني باكتئابِكْ
- مُمْكِنٌ أن نظلَّ بعدُ صديقيْنِ
- تَفَاءلْ .. ألم تزلْ في ارتيابِكْ؟
- ***
- ما تقولينَ ؟ كيفَ أحملُ جُرْحي
- بيميني .. كيفَ احتمالُ اغترابِكْ
- أينَ تَمْضينَ؟ كيفَ تَمْضينَ ؟ رُدِّي
- وأغانيَّ ضارعاتٌ ببابِكْ
- وببيتي من ضَوْء عَيْنَيْكِ ضوءٌ
- وبقايا من رائعاتٍ ثيابِكْ
- أنتِ لي رَحْمةٌ من الله بيضاءُ
- أُحِسُّ السلامَ في أعتابِكْ
- أنتِ كوخُ الأحلام آوي إليهِ
- أَشربُ الصمتَ في حمى أعشابِكْ
- أنتِ شَطٌ أغفتْ عليه الهناءاتُ
- وقِلْعي حيرانُ فوق عُبابِكْ
- أنتِ حَانُوتُ خمرتي إن طغى الدهرُ
- وجدتُ السلوانَ في أكوابِكْ
- أنتِ كَرْمى الدفيقُ .. لو يُعْبَدُ الكرْمُ
- عَبَدتُ النيرانَ في أعنابِكْ
- ***
- مَسَحَتْ جبهتي .. بأنْمُلِها الخَمْس
- وفَكَّتْ لي شعريَ المتشابِكْ
- يا صديقي وشاعري : لا تُمَكِّنْ
- قَبْضَةَ اليأس من طُمُوح شبابِكْ
- أنتَ للفنّ .. قد خُلِقْتَ وللشِعْر ..
- سَيَهْدي الدُنيا بريقُ شهابِكْ
- أنا دَعْني أسيرُ .. هذا طريقي
- وامْشِ يا شاعري إلى محرابِكْ
- ما خُلِقْنا لبعضنا .. يا حبيبي
- فابقَ للفنِّ .. للغِنَا .. لكتابِكْ..
المزيد...
العصور الأدبيه