الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> نزار قباني >> من ملفّات محاكم التفتيش >>
قصائدنزار قباني
من ملفّات محاكم التفتيش
نزار قباني
- 1
- يطالبُني حكماءُ القبيلَهْ
- أن أتركَ أشعاري على باب خَيْمتِكْ
- وأدخلَ عليكِ، مجرّداً من السلاحْ
- ماذا يبقى مني؟
- إذا نزلتُ عن فَرَس العشقْ
- ورهنتُ راياتي وأوسمتي
- ومعطفَ الكلمات الجميلَهْ
- الذي كنتُ أختالُ به
- كفهدٍ إفريقيٍ مرقّطْ..
- يطالبني عقلاءُ القبيلَهْ
- حتى لا تشتعلَ الفتنَهْ
- وحتى لا يتقاتلَ الرجالُ مع الرجالْ
- من أجل حَفْنةِ كُحْلْ..
- وحتى لا يسيلَ دمُ التاريخ من أجل غزالَهْ
- أن أفكّ ارتباطي بعينيكِ السوداوينْ
- وأحتكمَ إلى العقلْ..
- ماذا يبقى من وطن الكحلْ؟
- الذي أعطاني جنسيّتي، وجوازَ سفري
- إذا قبلتُ التحكيمْ
- وخرجتُ من عينيكِ السوداوينْ
- تلبيةً لمقتضيات الأمن البدويِّ....
- 3
- باسم الوصايا العشْرِ التي لم أقرأها
- وباسم دولة الذكور التي لا أعترف بها
- وباسم المؤلفات التي ألَّفها الجرادُ الصحراويّ
- وباسم شجرة العائلة
- التي كسرتُها.. وتدفأتُ على حطبها
- أن أتركَ عشقي لكِ في غمدهْ..
- وأتخلى عن أجمل سيفٍ من الذَهَبْ
- اقتنيتُهُ في حياتي...
- 4
- يحاكمني على حبّي بكِ..
- العشقْ
- ولم يسمعوا بـ (طَوْق الحمامة) لابن حَزْمْ..
- وبـ (فنّ الحب) لأوفيد
- ويطالبُ برأسي..
- مثقفونَ يمارسون الحبَّ مع ذباب المقاهي
- ولُوطيُّونْ..
- لم يتشرفوا بالوقوف في حضرة امرأهْ
- أو بالسباحة في صوت امرأهْ..
- 5
- ينصحني شعراءُ القبيلَهْ
- الذين رفضت الأميرةُ قصائدَهُمْ
- لأنهم لم يفهموا لُعْبَة الأنوثَهْ
- ولا لُعْبَةَ الشِعرْ..
- وتلعثموا حين سألَتْهُمْ:
- عن الفرق بين إيقاعات البحر الطويلْ
- وإيقاعات شعرها الطويلْ
- وعن الفرق بين خصائص شفتيْها
- وخصائص النبيذ الفرنسيّْ
- وعن الفرق بين النقطة في آخر السَطرْ
- والشَامَة في أعلى الظهرْ...
- 6
- ينصحني مرتزقةُ البَلاطْ
- أن أعودَ من حيثُ أَتيتْ
- لأن الأميرةَ لا تفتحُ نافذتها
- وأنني لو فشلتْ..
- دفنتني في عتمة ضفائِرها..
- 7
- أضعُ دمي على كفّي
- وأرشُّ شراشفَ الأميرة بأشعاري
- يستيقظُ النَهْدانِ الكَسُولان من نَوْمهما،
- ويهربانِ معي....
- يجتمع حكماءُ القبيلة ومستشاروها في جلسةٍ طارئَهْ
- ويدرسونَ مِلفّي ورقةً ورقهْ..
- وأعمالي قصيدةً .. قصيدَهْ..
- ويستعرضون حبيباتي إمرأةً.. إمرأهْ..
- يأخذونَ بصمات يدي.. وبَصَمات فمي..
- جاؤوا من كلِّ المدن العربية ليشهدوا ضدّي...
- 9
- يقرِّرون بالإجماع: أنني فضيحةٌ مقروءَه
- وأنني خطرٌ على الأمن النسائيّْ..
- يطلبون مني أن أغادر الوَطَنْ
- خلال ثمانٍ وأربعين ساعَهْ
- فأغادره...
- وتتبعني إلى المنفى كلُّ نساء القبيلَهْ...
- 9
- يقرِّرون بالإجماع: أنني فضيحةٌ مقروءَه
- وأنني خطرٌ على الأمن النسائيّْ..
- يطلبون مني أن أغادر الوَطَنْ
- خلال ثمانٍ وأربعين ساعَهْ
- فأغادره...
- وتتبعني إلى المنفى كلُّ نساء القبيلَهْ...
المزيد...
العصور الأدبيه