الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> نزار قباني >> مرثاةُ قِطّة >>
قصائدنزار قباني
- عرفتُكِ من عامين.. ينبوعَ طيبةٍ
- ووجهاً بسيطاً كان وجهي المُفَضّلا..
- وعينينِ أنقى من مياه غمامةٍ
- وشَعْراً طفوليّ الضفائر مُرْسَلا
- وقلباً كأضواء القناديل صافياً
- وحُبّاً، كأفراخ العصافير، أوّلا..
- أصابعُكِ الملساءُ كانتْ مناجما
- أُلملمُ عنها لؤلؤاً وقرنفلا..
- وأثوابُكِ البيضاء كانت حمائماً
- ترشرش ثلجاً – حيث طارتْ- ومخملا
- *
- عرفتُكِ صوتاً ليس يُسْمعُ صوتُهُ
- وثغراً خجولاً كان يخشى المُقبِّلا..
- فأين مضتْ تلك العذوبةُ كلُّها..
- وكيف مضى الماضي.. وكيف تبدَّلا؟.
- توحّشتِ.. حتى صرتِ قِطّةَ شارعٍ
- وكنتِ على صدري تحومين بُلبلا..
- فلا وجهك الوجه الذي قد عبدتُهُ
- ولا حسنك الحسن الذي كان مُنْزَلا..
- وداعتُك الأولى استحالتْ رعونةً
- وزينتكِ الأولى استحالتْ تبذلا..
- أيمكن أن تغدو المليكةُ هكذا؟
- طلاءً بدائياً.. وجفناً مكحّلا...
- أيمكن أن يغتالَ حسنُكِ نفسَهُ
- وأن تصبح الخمرُ الكريمةُ حنظلا..
- يروّعني أن تصبحي غجريةً
- تنوء يداها بالأساور والحُلى..
- تجولينَ في ليل الأزقة.. هرةً
- وجوديةً.. ليستْ تثير التخيّلا..
- *
- سلامٌ على من كُنْتِها.. يا صديقتي
- فقد كنتِ أيامَ البساطةِ أجملا..
المزيد...
العصور الأدبيه