الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> نزار قباني >> مخطَّط لاختطاف امرأة أحبها.. >>
قصائدنزار قباني
مخطَّط لاختطاف امرأة أحبها..
نزار قباني
- 1
- فكلُّ السنوات تبدأ بكِ..
- وتنتهي فيكِ..
- سأكونُ مُُضحِكاً لو فعلتُ ذلك،
- لأنكِ تسكنينَ الزمنَ كلَّهْ..
- وتسيطرينَ على مداخل الوقتْ..
- إنَّ ولائي لكِ لم يتغيَّرْ.
- كنتِ سلطانتي في العام الذي مضى..
- وستبقين سلطانتي في العام الذي سيأتي..
- ولا أفكّرُ في إقصائِكِ عن السُلْطَهْ..
- فأنا مقتنعٌ..
- بعدالة اللون الأسود في عينيكِ الواسعتينْ..
- وبطريقتكِ البَدَويَّةِ في ممارسة الحُبّ..
- 2
- ولا أجدُ ضرورةً للصراخ بنَبْرَةٍ مسرحيَّه:
- فالمُسمَّى لا يحتاجُ إلى تَسْمِيَهْ
- والمُؤكَّدُ لا يحتاجُ إلى تأكيدْ..
- إنني لا أؤمنُ بجدوى الفنِّ الإستعراضيّْ..
- ولا يعنيني أن أجعلَ قصّتنا..
- مادة للعلاقات العامّهْ..
- سأكونُ غبيّاً..
- لو وقفتُ فوق حَجَرٍ..
- أو فوقَ غيمَهْ..
- وكشفتُ جميعَ أوراقي..
- فهذا لا يضيفُ إلى عينيْكِ بُعْداً ثالثاً..
- ولا يُضيف إلى جُنُوني دليلاً جديداً...
- إنني أُفضِّلُ أن أسْتَبْقيكِ في جَسَدي
- طفلاً مستحيلَ الولادَهْ..
- وطعنةً سِريّة لا يشعُرُ بها أحدٌ غيري..
- 3
- لا تبحثي عنّي ليلةَ رأسِ السَنَهْ
- فلن أكونَ معكِ..
- ولن أكونَ في أيِّ مكانْ
- إنّني لا أشعرُ بالرغبة في الموت مشنوقاً
- في أحدِ مطاعم الدرجة الأُولى..
- حيثُ الحبُّ.. طَبَقٌ من الحساء البارد لا يقربُهُ أَحَدْ..
- وحيثُ الأغبياءُ يوصونَ على ابتساماتهم
- قَبْلَ شهرينِ من تاريخ التسليمْ..
- 4
- لا تنتظريني في القاعات التي تنتحرُ بموسيقى الجازْ..
- فليس باستطاعتي الدخولُ في هذا الفرح الكيميائيّْ
- حيثُ النبيذُ هو الحاكمُ بأمرهْ..
- والطبلُ.. هو سيِّدُ المتكلِّمينْ..
- فلقد شُفيتُ من الحماقات التي كانتْ تنتابني كلَّ عام
- وأعلنتُ لكلِّ السيداتِ المتحفّزاتِ للرقصِ معي..
- أنَّ جسدي لم يَعُدْ معروضاً للإيجارْ..
- وأنَّ فمي ليس جمعيَّهْ
- تُوَزِّعُ على الجميلات أكياسَ الغَزَل المُصْطَنعْ
- والمجاملاتِ الفارغَهْ..
- إنّني لم أعُدْ قادراً على ممارسة الكَذِب الأبيض
- وتقديمِ المزيد من التنازلاتِ اللغويَّهْ..
- والعاطفيَّهْْ.....
- 5
- إقبلي اعتذاري.. يا سيدتي
- فهذه ليلةُ تأميم العواطفْ
- وأنا أرفضُ تأميمَ حبّي لكِ..
- أرفضُ أن أتخلَّى عن أسراري الصغيرَهْ
- لأجعلَكِ مُلْصَقاً على حائطْ..
- فهذه ليلةُ الوجوهِ المتشابهَهْ..
- والتفاهاتِ المتشابِهَهْ..
- ولا تُشبهينَ إلا الشِّعْرْ..
- 6
- لن أكونَ معكِ هذه الليلَهْ..
- ولن أكونَ في أيِّ مكانْ..
- فقد اشتريتُ مراكبَ ذاتَ أَشْرِعَةٍ بَنَفْسَجِيَّهْ..
- وقطاراتٍ لا تتوقَّف إلاّ في محطّة عينيكِ..
- وطائراتٍ من الوَرَقِ تطير بقوة الحُبِّ وحدَهْ..
- واشتريتُ وَرَقاً.. وأقلاماً ملوَّنهْ
- وقرَّرتُ.. أن أسهَر مع طفولتي....
- ولا تُشبهينَ إلا الشِّعْرْ..
- 6
- لن أكونَ معكِ هذه الليلَهْ..
- ولن أكونَ في أيِّ مكانْ..
- فقد اشتريتُ مراكبَ ذاتَ أَشْرِعَةٍ بَنَفْسَجِيَّهْ..
- وقطاراتٍ لا تتوقَّف إلاّ في محطّة عينيكِ..
- وطائراتٍ من الوَرَقِ تطير بقوة الحُبِّ وحدَهْ..
- واشتريتُ وَرَقاً.. وأقلاماً ملوَّنهْ
- وقرَّرتُ.. أن أسهَر مع طفولتي....
المزيد...
العصور الأدبيه