الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> نزار قباني >> محاولةٌ تشكيليةٌ لرَسْم بيروت >>
قصائدنزار قباني
محاولةٌ تشكيليةٌ لرَسْم بيروت
نزار قباني
- 1
- عندما ترجعُ بيروتُ إليْنَا
- بالسَلامَهْ ..
- عندما ترجعُ بيروتُ التي نعرفُها
- مثلما ترجِعُ للدار الحَمَامَهْ ..
- سوفَ نَرْمي في مياهِ البَحْرِ
- أوراقَ السَفَرْ ..
- وسنستأجِرُ كُرْسِيَّيْنِ في بيتِ القَمَرْ ..
- وسنَقْضي الوقتَ ،
- في زَرْع المَوَاويلِ ..
- وفي زَرْع الشَجَرْ
- آهِ .. يا بيروتُ كم أَتْعَبَنا هذا السَفَرْ .
- فاغْمُرينا ..
- بمكاتيبِ المُحبِّينَ .. اغْمُرينا
- بتقاسيم العصافيرِ .. اغْمُرينا
- بمزاريبِ المَطَرْ ...
- 2
- عندما ترجعُ بيروتُ
- التي كانتْ ملاذاً لهوانَا .
- والتي قد أورقتْ
- فيها من الحُبِّ يَدَانا .
- مثلما يرجِعُ في الفجر الشِرَاعْ .
- عندما ترجِعُ بيروتُ ..
- فهل تأخُذُني ؟
- يا صديقي ، مرةً أُخرى ،
- إلى سَهْل البِقَاعْ .
- حيثُ أغلى حُلُمٍ عندي
- (عَرُوسٌ من لَبَنْ) ..
- آهِ .. كم كانَ بسيطاً
- حُبُّ ذَيَّاكَ الزَمَنْ
- آهِ .. كم كانَ جميلاً
- إِنْ يكونَ الحُبُّ إقليماً صغيراً
- من أقاليم الوَطَنْ ..
- 3
- هل من الممكنِ أن تطلَعَ بيروتُ الجميلَهْ
- مرةً أُخرى ..
- من الأرضِ الخَرَابْ ؟
- هل من الممكن ، أن ينبتَ قمحٌ
- في مياهِ البحرِ ،
- أو يأتي مع الموج كتابْ ؟
- هل من الممكن أن نكتبَ شِعْراً ؟
- مرةً أُخرى .. على حَبَّةِ لَوْزٍ أَخْضَرٍ
- أو على قُطْن السَحَابْ ؟
- هل لدينا ؟.
- فرصةٌ أُخرى لكي نَعْشَقَ ..
- أَم أنَّ العُيُونَ الخُضْرَ صارتْ مُسْتَحيلَهْ ؟
- والعيونَ السُودَ صارتْ مُسْتَحِيلَهْ ؟
- وإذا عادَ إلينا (شارعُ الحمراءِ)
- لو عادتْ إلينا (الرملةُ البيضاءُ)
- لو عادتْ لنا ..
- (مَنْقُوشَةُ الزَعْتَرِ ) ..
- و (الكُورنِيشُ ) ..
- لو عاد لنا (مَقْهَى دُبَيْبُو)
- والمشاويرُ الطويلَهْ ..
- 4
- لو فَرَضْنَا ..
- لو فَرَضْنَا ..
- أَنَّ بيروتَ الجميلَهْ
- نَهَضَتْ من موتها ثانيةً
- مَنْ سَيُعطينا مفاتيحَ الطُفُولَهْ ؟
المزيد...
العصور الأدبيه