الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> نزار قباني >> لا غالبَ إلاّ الحُبّْ >>
قصائدنزار قباني
لا غالبَ إلاّ الحُبّْ
نزار قباني
- 1
- برغْمِ ما يثورُ في عينيَّ من زوابعٍ
- ورغْمِ ما ينامُ في عينيْكِ من أحزانْ
- برغْمِ عَصرٍ،
- يُطْلِقُ النارَ على الجمالِ، حيثُ كانْ..
- والعَدْلِ، حيثُ كانْ..
- والرَأْيِ حيثُ كانْ
- أقولُ: لا غالبَ إلاّ الحُبّْ
- أقولُ: لا غالبَ إلاّ الحُبّْ
- للمرَّةِ المليونِ..
- لا غالبَ إلاّ الحُبّْ
- فلا يُغَطِّينا من اليَبَاسِ،
- إلاَّ شَجَرُ الحَنَانْ..
- برَغْم هذا الزَمَنِ الخَرَابْْ
- ويقتُلُ الكُتَّابْ...
- ويُطْلِقُ النارَ على الحَمَامِ.. والورودِ..
- والأعْشَابْ..
- ويدفُنُ القصائدَ العصماءَ..
- في مقبرة الكلابْ..
- أقولُ: لا غَالبَ إلاَّ الفِكرْ
- أقولُ: لا غَالبَ إلاَّ الفِكرْ
- للمرّةِ المليونِ،
- لا غَالبَ إلاَّ الفِكرْ
- ولَنْ تموتَ الكِلْمَةُ الجميلَهْ
- بأيِّ سيفٍ كانْ...
- وأيِّ سجْنٍ كانْ.
- وأيِّ عَصْرٍ كانْ...
- 3
- بالرَغْم ممَّنْ حاصروا عينيْكِ..
- وأحْرَقُوا الخُضْرَةَ والأشجَارْ
- أقولُ: لا غالبَ إلا الوردُ..
- يا حبيبتي.
- والماءُ، والأزْهارْ.
- برَغْم كُلِّ الجَدْب في أرواحِنا
- ونَدْرَةِ الغُيُومِ والأمطارْ
- ورغْمِ كُلِّ الليل في أحداقنا
- لا بُدَّ أن ينتصرَ النهارْ...
- 4
- في زَمَنٍ تَحوَّلّ القلبُ بهِ
- إلى إناءٍ من خَشَبْ..
- وأصبحَ الشِعْرُ بهِ،
- في زَمَنِ اللاّعشْقِ.. واللاّحُلْمِ.. واللاّبحرِ..
- أقولُ: لا غَالبَ إلاَّ النَهدْ..
- أقولُ: لا غَالبَ إلاَّ النَهدْ..
- للمرَّةِ المليونِ،
- لا غَالبَ إلاَّ النَهدْ..
- وبَعْدَ عصْرِ النَفْطِ، والمَازُوتْ
- لا بُدَّ أن ينتصرَ الذَهَبْ...
- 5
- برَغْمِ هذا الزَمَنِ الغارقِ في الشُذُوذِ.
- والحَشِيشِ..
- والإدْمَانْ..
- برَغْم عَصْرٍ يكرهُ التمثالَ، واللوحةَ،
- والعُطُورَ..
- برَغْمِ هذا الزَمَنِ الهاربِ..
- إلى عبادةِ الشَيْطَانْ..
- برغمِ مَنْ قد سَرَقُوا أعمارنا
- وانْتَشلُوا من جيبنا الأوطانْ
- برَغْم ألفِ مُخْبِرٍ مُحْتَرِفٍ
- صمَّمَهُ مهندسُ البيت مع الجُدرانْ
- برغم آلاف التقارير التي
- يكتُبها الجُرذانُ للجُرْذَانْ
- أقولُ: لا غَالبَ إلاَّ الشًَّعبْ
- أقولُ: لا غَالبَ إلاَّ الشَّعبْ
- للمرّةِ المليونِ،
- لا غالبَ إلاّ الشّعبْ.
- فَهْوَ الذي يُقدِّرُ الأقدارْ
- وهو العليمُ، الواحدُ، القهَّارْ...
- برغم آلاف التقارير التي
- يكتُبها الجُرذانُ للجُرْذَانْ
- أقولُ: لا غَالبَ إلاَّ الشًَّعبْ
- أقولُ: لا غَالبَ إلاَّ الشَّعبْ
- للمرّةِ المليونِ،
- لا غالبَ إلاّ الشّعبْ.
- فَهْوَ الذي يُقدِّرُ الأقدارْ
- وهو العليمُ، الواحدُ، القهَّارْ...
المزيد...
العصور الأدبيه