الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> نزار قباني >> كتابُ يَدَيْكِ >>
قصائدنزار قباني
- 1
- ففيهِ قصائدُ مطليّةٌ بالذَهَبْ
- وفيه نُصُوصٌ مُطَعَّمةٌ بخيوط القَصَبْ.
- وفيهِ مجالسُ شِعْرٍ
- وفيه جداولُ خمرٍ
- وفيه غناءٌ
- وفيهِ طَرَبْ.
- يَدَاكِ سريرٌ من الريشِ..
- أغْفُو عليهِ،
- إذا ما اعتراني التَعَبْ
- يَدَاكِ..
- هُمَا الشِعْرُ، شكلاً ومَعْنَىً
- ولولا يداكِ..
- لما كانَ شِعْرٌ
- ولا كانَ نَثْرٌ
- ولا كانَ شيءٌ يُسمَّى أَدَبْ.
- 2
- كتابٌ صغيرٌ.. صغيرْ..
- فمنه تعلَّمتُ،
- كيفَ النُحَاسُ الدمشقيُّ يُطْرَقُ
- كيفَ تُحاكُ خُيُوطُ الحريرْ.
- ومنه تَعَلَّمتُ،
- كيف الأصابعُ تكتُبُ شِعْراً
- وأنَّ حُقُولاً من القطنِ
- يمكنُها أن تطيرْ..
- 3
- كتابُ يديكِ، كتابٌ ثمينْ
- يُذكّرني بكتاب (الأغاني)،
- و (مجنونِ إلْزا)،
- وبابلو نيرُودا،
- ومَنْ أشعلوا في الكواكبِ
- نارَ الحنينْ..
- كتابُ يَدَيْكِ..
- يُشابِهُ أزهارَ أمي
- فأوَّلُ سَطْرٍ من الياسمينْ.
- وآخرُ سَطرٍ من الياسَمينْ.
- يّدّاكِ..
- كتابُ التصوُّفِ، والكَشْفِ،
- والرقْصِ في حلقاتِ الدراويشِ
- والحالمينْ..
- إذا ما جلستُ لأقرأ فيهِ
- أُصَلِّي على سّيِّدِ المُرْسَلينْْ...
- 4
- كتابُ يديكِ
- طريقٌ إلى اللهِ،
- يمشي عليه الألوفُ من المؤمنينْ
- وبرقٌ يُضيءُ السَمَاءَ
- كتابُ يَدَيكِ، كتابُ أُصُولٍ
- وفِقْهٍ.. ودينْ
- تخرَّجْتُ منهُ إمَامَاً
- وعُمْري ثلاثُ سنينْ...
- 5
- كِتابُ يَدَيكِ
- يوزِّعُ خُبْزَ الثقافةِ كلَّ نهارٍ
- على الجائعينْ..
- ويُعطي دُروسَ المحبَّة للعاشقينْ
- ويلْمَعُ كالنجم، في عُتْمة الضائعينْ
- وكنتُ أنا ضائعاً، مثلَ غيري
- فأدركتُ نُورَ اليقينْ.
- حديثُ يديكِ،
- خلالَ العَشَاءْ
- يُغيّرُ طَعْمَ النبيذِ،
- وشَكْلَ الأواني.
- أحاولُ فَهْمَ حوارِ يَدَيْكِ
- ولا زلتُ أبحثُ عمَّا وراءَ المعاني
- فإصبَعَةٌ تستثيرُ خيالي
- وأُخْرَى تُزَلْزِلُ كُلَّ كياني.
- حَمَامٌ
- فمن أينَ هذا الحَمَامُ أتاني؟
- و (موزارتُ) يصحُو.. ويرقُدُ
- فوقَ مفاتيح هذا البِيَانِ
- ويغسِلُني بحليبِ النُجُومِ
- وينقُلُني من حدود المَكَانِ.
- 7
- لماذا أَُضِيعُ
- أمامَ يديكِ اتِّزاني؟
- إذا ما لعبتِ بزَرِّ قميصي
- تحوّلْتُ فوراً،
- إلى غيمةٍ من دُخَانِ...
- فمن أينَ هذا الحَمَامُ أتاني؟
- و (موزارتُ) يصحُو.. ويرقُدُ
- فوقَ مفاتيح هذا البِيَانِ
- ويغسِلُني بحليبِ النُجُومِ
- وينقُلُني من حدود المَكَانِ.
- 7
- لماذا أَُضِيعُ
- أمامَ يديكِ اتِّزاني؟
- إذا ما لعبتِ بزَرِّ قميصي
- تحوّلْتُ فوراً،
- إلى غيمةٍ من دُخَانِ...
المزيد...
العصور الأدبيه