الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> نزار قباني >> قصيدة حبّ 1980 >>
قصائدنزار قباني
- 1
- يصبحُ دمي بنفسجيّاً..
- تهجمُ كُريَّاتُ العشق على بقية الكُرَيَّاتْ
- وتأكُلُها..
- تهجُمُ الكِلْمةُ الأنثى على بقيّة الكلماتْ
- وتطرُدُها...
- ويكتشفونَ من تخطيط قلبي..
- أنّهُ قلبُ عصفورْ..
- أو قلبُ سَمَكَهْ..
- وأن مياهَ عينيكِ الدافئهْ..
- هي بيئتي الطبيعيَّهْ
- والشرطُ الضروريّ لاستمرار حياتي..
- 2
- عندما تصبحُ المكتباتْ
- ويصبحُ مكتبُ البريدْ
- حقلاً من النجوم.. والأزهار... والحروف المقصَّبَهْ
- أَقَعُ في إشكالٍ لغويٍّ كبيرْ..
- أسقُطُ من فوق حصان الكلماتْ
- كرجُلٍ لم يَر الخيلَ في حياتِهْ..
- ولم يَر النساءْ..
- آخُذُ صِفْراً في الأدبْ
- آخُذُ صِفْراً في الإلقاءْ
- أرسبُ في مادّة الغَزَلْ
- لأنني لم أستطع أن أقولَ بجملةٍ مُفِيدَهْ
- كم أنتِ رائعهْ
- وكم أنا مُقصِّرٌ في مُذاكرة وجهك الجميلُ
- وفي قراءة الجزءِ العاشرِ بعد الألفْ..
- من شعركِ الطويلْ...
- 3
- إشتغلتُ عاماً كاملاً
- على قصيدةٍ تلبسينها عام 1980
- إلا هدايا القلبْ
- إلا أساورَ حناني...
- إثْنيْ عشَرَ شهراً.. وأنا أشتغِلْ
- كدودة الحرير أشتغِلْ..
- مرّةً بخيطٍ ورديّْ..
- ومرّةً بخيطٍ برتُقاليّْ..
- حيناً بأسلاكِ الذَهَبْ
- وحيناً بأسلاكِ الفضَّهْ
- لأفاجئكِ بأُغنيَهْ..
- تَضَعينها على كتِفَيْكِ كشالِ الكَشْمِيرْ..
- ليلةَ رأس السَنهْ..
- وتُثيرينَ بها مُخيّلةَ الرجال.. وغيرةَ النساءْ..
- 4
- إثنيْ عشر شهراً..
- وأنا أعملُ كصائغٍ من آسيا..
- في تركيب قصيدةٍ..
- تليقُ بمجد عينيكِ..
- والياقوتةَ بالياقوتَهْ..
- وأصنعُ منها حَبْلاً طويلاً.. طويلاً من الكلماتْ
- أضعُهُ حول عُنُقكِ.. وأنا أبكي...
- إثنيْ عشَرَ شهْراً
- وأنا أعملُ كنسَّاجي الشامْ
- وفلورنسا.. والصين.. وبلاد فارسْ..
- في حياكة عباءةٍ من العِشْقْ..
- لا يعرفُ مثلَها تاريخُ العباءاتْ..
- ولا تاريخُ الرجالْ..
- 5
- إثني عشر شَهْراً..
- وأنا في أكاديميّة الفُنُون الجميلَهْ
- أرسُمُ خيولاً بالحبرِ الصينيّْ
- تشبِهُ انفلاتَ شَعْرِكْ
- وأعجنُ بالسيراميك أشكالاً لولبيَّهْ
- تشبهُ استدارةَ نهديْكِ..
- وعلى الزجاج رسَمتْ..
- صنعتُ الأصواتَ التي لها رائحهْ..
- والرائحةَ التي لها صوتْ..
- ورسمتُ حول خصرك ريحاً بالقلم الأخضَرْ..
- حتى لا يخطر بباله أن يصبح فراشةً.. ويطيرْ
- إثنيْ عشر شهراً..
- وأنا أكسر اللغةَ إلى نصفينْ..
- والقَمَر إلى قمرينْ..
- قَمَرٍ تستلمينَهُ الآنْ..
- وَقَمَرٍ تستلمينَهُ في بريد عام 1980
- صنعتُ الأصواتَ التي لها رائحهْ..
- والرائحةَ التي لها صوتْ..
- ورسمتُ حول خصرك ريحاً بالقلم الأخضَرْ..
- حتى لا يخطر بباله أن يصبح فراشةً.. ويطيرْ
- إثنيْ عشر شهراً..
- وأنا أكسر اللغةَ إلى نصفينْ..
- والقَمَر إلى قمرينْ..
- قَمَرٍ تستلمينَهُ الآنْ..
- وَقَمَرٍ تستلمينَهُ في بريد عام 1980
المزيد...
العصور الأدبيه