الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> نزار قباني >> غرناطة >>
قصائدنزار قباني
- في مدخل الحمراء كان لقاؤنا
- ما أطيب اللقيا بلا ميعاد
- عينان سوداوان في جحريهما
- تتوالد الأبعاد من أبعاد
- هل أنت إسبانية؟ ساءلتها
- قالت: وفي غرناطة ميلادي
- غرناطة؟ وصحت قرون سبعة
- في تينك العينين.. بعد رقاد
- وأمية راياتها مرفوعة
- وجيادها موصولة بجياد
- ما أغرب التاريخ كيف أعادني
- لحفيدة سمراء من أحفادي
- وجه دمشقي رأيت خلاله
- أجفان بلقيس وجيد سعاد
- ورأيت منزلنا القديم وحجرة
- كانت بها أمي تمد وسادي
- والياسمينة رصعت بنجومها
- والبركة الذهبية الإنشاد
- ودمشق، أين تكون؟ قلت ترينها
- في شعرك المنساب ..نهر سواد
- في وجهك العربي، في الثغر الذي
- ما زال مختزناً شموس بلادي
- في طيب "جنات العريف" ومائها
- في الفل، في الريحان، في الكباد
- سارت معي.. والشعر يلهث خلفها
- كسنابل تركت بغير حصاد
- يتألق القرط الطويل بجيدها
- مثل الشموع بليلة الميلاد..
- ومشيت مثل الطفل خلف دليلتي
- وورائي التاريخ كوم رماد
- الزخرفات.. أكاد أسمع نبضها
- والزركشات على السقوف تنادي
- قالت: هنا "الحمراء" زهو جدودنا
- فاقرأ على جدرانها أمجادي
- أمجادها؟ ومسحت جرحاً نازفاً
- ومسحت جرحاً ثانياً بفؤادي
- يا ليت وارثتي الجميلة أدركت
- أن الذين عنتهم أجدادي
- عانقت فيها عندما ودعتها
- رجلاً يسمى "طارق بن زياد"
المزيد...
العصور الأدبيه