الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> نزار قباني >> على البَيَادِر >>
قصائدنزار قباني
- وَتَقُولينَ لي : أَجيءُ مع الضوءِ
- بحُضْنِ البيادر الميعادُ ..
- أنا مُلْقىً على بساط بريقٍ
- حوليَ الصحوُ .. والمدى .. والحِصادُ
- جئتُ قبل العبير ، قبلَ العصافيرِ ،
- فللطَلِّ في قميصي احتشادُ
- مَقْعَدي ، غَيْمَةٌ تُطِلُّ على الشرقِ
- وأُفْقي تحرُّرٌ وامتدادُ
- أتَملَّى خلفَ المسافات .. وجهاً
- بَرْعَمَتْ من مُرورِه ، الأبعادُ ..
- وتأخَّرتِ .. هل أعاقكِ عنّي
- كُوَمُ الزَهْرِ ، أَمْ هُمُ الحُسَّادُ ؟
- أم نسيتِ المكانَ حيث دَرَجْنا ؟
- منزلُ الورد بيتُنا المعتادُ
- والجدارُ العتيقُ وكْرُ حكايانا
- إذا نحنُ في الهوى أولادُ ..
- نحنُ من طرَّز المساءَ نجوماً
- ولنا عُمْرُ وردةٍ .. أو نكادُ ..
- وزَرَعْنَا على الجبال الدوالي
- فإذا الأرضُ تحتنا أعيادُ
- لم يكُنْ حُبُّكِ العميقُ ارتجالاً
- هو رأيٌّ .. وفكرةٌ .. واعتقادُ ..
- لا تقولي أعودُ .. بُحَّ انتظاري
- حُبُّنا كان مرةً .. لا تُعَادُ
- أين هُدْبٌ يمرُّ .. منسبلَ الريش
- قصيفاً ، يُغْمَى عليهِ السوادُ
- تَعِبَ الجُرْحُ يا مُلوّنةَ العيْنِ
- وطاشَ الهُدى ، وضَلَّ الرشادُ
- فاهمُري في المدى ضفيرةَ نُورٍ
- يسفحِ الخيرَ ، طيفُكِ المرتادُ
- وتلوحينَ .. ديمةً تعصُرُ الرزْقَ
- فيجري النَدَى .. ويرضى العِبَادُ
- فإذا منزلي مَسَاكِبُ وردٍ
- وبثغري ، هذي القوافي الجيادُ
- ***
- ومتى تُدْركينَ .. أنَّكِ أُنثى
- عند نَهْدَيْكِ .. يُؤمنُ الإلحادُ ؟
المزيد...
العصور الأدبيه