الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> نزار قباني >> سُؤَال >>
قصائدنزار قباني
- تقولُ : حبيبي إذا ما نَمُوتُ
- ويُدْرَجُ في الأرض جثمانُنَا
- إلى أيّ شيءٍ يصيرُ هوانا
- أيَبْلى كما هي أجسادُنا ؟
- أَيتلَفُ هذا البريقُ العجيبُ ؟
- كما سوف تتلفُ أعضاؤنا
- إذا كان للحُبِّ هذا المصيرُ
- فقد ضُيِّعَتْ فيه أوقاتُنا
- ***
- أجبتُ : وَمَنْ قالَ إنَّا نموتُ ؟
- وتنأى عن الأرض أشباحُنا
- ففي غُرَفِ الفجر يجري شذانا
- وتكمُنُ في الجوَ أطيابُنا
- نُفيق مع الورد صُبْحاً ، وعند
- العشيَّاتِ تُقْفَلُ قمصانُنا
- وإن تنفخِ الريحُ طيَّ الشُقُوقِ
- ففيها صَدَانا وأصواتُنا
- وإن طنَّنتْ نَحْلةٌ في الفراغ
- تطنُّ مع النَحْلِ قُبْلاتُنا ..
- ***
- نموتُ .. أما أسَفٌ أن نموتَ؟
- وما يَبِسَتْ بَعْدُ أوراقُنا
- يقولونَ : من نحنُ ؟ نحنُ الذينَ
- حَرَامٌ إذا ماتَ أمثالُنا
- ندوسُ فتمشي الطريقُ غلالاً
- وتُنْمِي الحشائشَ أقدامُنا
- سيسألُ عنَّا الرعاةُ الشيوخُ
- وتبكي العصافيرُ .. أصحابُنا
- سيخسَرُنا الحُرْجُ والحاطبونَ
- وتكسَدُ في الأرضِ أخشابُنا
- غداً .. لن نمرَّ عليهم مساءً
- ولن تملأ الغابَ نيرانُنَا
- وزُرْقُ الحَسَاسين مَنْ بَعْدنَا
- سَيُطعمُها ، وهْيَ أولادُنا
- وفَرْشَتُنَا ، كُورُنا في الشتاء
- بها اللّفْلَفَاتُ .. وألعابُنا
- أنترُكُها .. كيفَ نترُكُها ؟
- وما أُرهِقَتْ بعدُ أعصابُنا
- ومخبأنا في السياج العتيقِ
- تدورُ .. تدورُ .. حكاياتُنا
- وأنتِ بقلبيَ ملصُوقَةٌ ..
- يطولُ على الأرض إغماؤنا
- ***
- سنبقى .. وحين يعود الربيعُ
- يعود شَذَانا .. وأوراقُنا ..
- إذا يُذْكَرُ الوردُ في مجلسٍ
- مع الورد ، تُسْرَدُ أخبارُنا ..
المزيد...
العصور الأدبيه