الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> نزار قباني >> سَاعي البَريد >>
قصائدنزار قباني
- أَغْلَى العُطُورِ ، أُريدُها
- أزْهَى الثيابْ
- فإذا أَطلَّ بريدُها
- بعدَ اغترابْ
- وطويتُ في صدري الخطابْ
- عَمَّرْتُ في ظَنِّي القِبَابْ
- وأَمَرْتُ أن يُسْقَى المساءُ
- معي الشَرَابْ..
- وَوَهَبْتُ للليلِ النُجومَ..
- بلا حِسَابَ .. بلا حِسَابْ
- ***
- أنا عند شُبَّاكي الذي
- يَمْتَصُّ أوردةَ الغيابْ..
- وشجيرةُ النارَنْج..
- يابسةٌ
- مُضَيَّعةُ الشبابْ..
- ومُوَزِّع الأشواق
- يتركُ فَرْحَةً في كُلِّ بَابْ..
- خَطَواتُهُ
- في أرضِ شارعنا
- حديثٌ مُسْتَطَابْ
- وحقيبةُ الآمالِ
- تَعْبَقُ بالتحارير الرِطَابْ
- هذا غِلافي القُرْمُزيُّ
- يكادُ يلتهبُ التهابْ
- وأكادُ ألتهمُ النِقابَ الفُسْتُقيَّ
- ولا نِقابْ..
- أنا قَبْلَ أن كانَ الجوَابُ..
- طيبانِ لي. طيبُ الحُرُوفِ
- وطيبُ كاتبةِ الكِتَابْ..
- أَطفُو على الحَرْفِ الذي صَلَّى على يدها وتابْ
- خَطٌّ..
- من الضَوْءِ النحيتِ
- فكُلُّ فاصلةٍ شِهَابْ
- هذا غلافي – لا أشُكُّ-
- يرفُّ مَجْرُوحَ العِتابْ
- عُنْوانُ منزلنا المغمَّسِ بالسَحَابْ
- عُنْوانُنَا..
- عند النجومِ الحافياتِ..
- على الهضابْ
- ***
- يا أنتَ..
- يا سَاعي البريد..
- ببابنا، هَلْ مِنْ خِطابْ؟
- ويُقَهْقِهُ الرجُلُ العَجُوزُ
- ويختفي بين الشِعَابْ
- ماذا يقولُ ؟ يقولُ:
- ليس لسيِّدي إلا التُرابْ
- إلا حُرُوفٌ من ضَبَابْ..
- أَينَ الحقيبةُ؟
- أينَ عُنْواني؟
- سَرَابٌ .. في سَرَابْ
المزيد...
العصور الأدبيه