الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> نزار قباني >> رسَائِل لم تُكْتَبْ لهَا >>
قصائدنزار قباني
رسَائِل لم تُكْتَبْ لهَا
نزار قباني
- 1
- مَزِّقيها ..
- كُتُبي الفارغَةَ الجَوْفَاءَ إنْ تَسْتَلِميها ..
- والْعَنِيني .. والْعَنِيْها
- كاذباً كنتُ. وحُبِّي لكِ دعوى أَدَّعِيْها..
- إنَّني أكتُبُ لللهوِ.. فلا تعتقدي ما جاءَ فيها..
- فأنا ــ كاتبهَا المهْوُوُسَ ــ لا أذكرُهُ
- ما جاءَ فيها ..
- 2
- إقْذِفيها ..
- إقْذِفي تلكَ الرسالاتِ .. بِسَلِّ المُهْمَلاتِ
- واحْذَري ..
- أنْ تَقَعي في الشَرَكِ المُخْبُوءِ بين الكَلِمَاتِ
- فأنا نفسيَ لا أُدركُ معنى كَلِمَاتي..
- فِكَري تَغْلي ..
- ولا بُدَّ لطُوفان ظُنُوني مِنْ قَنَاةِ..
- أَرْسُمُ الحرفَ
- كما يمشي مريضٌ في سُباتِ
- فإذا سَوَّدتُ في الليلِ تِلالَ الصَفَحَاتِ..
- فلأنَّ الحرفَ ، هذا الحرفَ ..
- جزءٌ من حياتي
- ولأنِّي رِحْلَةٌ سَوْدَاءُ .. في موج الدَوَاةِ
- 3
- أَتْلِفيها ..
- وادْفُني كُلَّ رسالاتي بأحشاءِ الوَقْودِ
- واحذري أنْ تُخْطِئي ..
- أنْ تقرأي يوماً بريدي ..
- فأنا نفسيَ لا أذكُرُ ما يحوي بريدي ! ..
- وكتاباتي ،
- وأفكاري ،
- وزَعْمي ،
- وَوُعودي ،
- لم تكُنْ شيئاً ، فحُبِّي لكِ جُزْءٌ من شُرُودي
- فأنا أكتُبُ كالسَكْرانِ ..
- لا أدري اتّجاهي وحُدُودي ..
- أَتَلهَّى بكِ ، بالكِلْمَة ، تَمْتَصُّ وريدي ..
- فحياتي كُلُّها ..
- شَوْقٌ إلى حرفٍ جديدِ
- ووُجُودُ الحرف من أبسطِ حاجاتِ وُجُودي
- هل عرفتِ الآنَ ..
- ما معنى بَريدي؟
المزيد...
العصور الأدبيه