الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> نزار قباني >> بعدَ العَاصِفَة >>
قصائدنزار قباني
- أتُحبّني . بعد الذي كانا؟
- إني أحبّكِ رغم ما كانا
- ماضيكِ. لا أنوي إثارتَهُ
- حسبي بأنّكِ ها هُنا الآنا..
- تَتَبسّمينَ.. وتُمْسكين يدي
- فيعود شكّي فيكِ إيمانا..
- عن أمسِ . لا تتكلّمي أبداً..
- وتألّقي شَعْراً.. وأجفانا
- أخطاؤكِ الصُغرى.. أمرّ بها
- وأحوّلُ الأشواكَ ريحانا..
- لولا المحبّةُ في جوانحه
- ما أصبحَ الإنسانُ إنسانا..
- *
- عامٌ مضى. وبقيتِ غاليةً
- لا هُنْتِ أنتِ ولا الهوى هانا..
- إني أحبّكِ . كيف يمكنني؟
- أن أشعلَ التاريخَ نيرانا
- وبه معابدُنا، جرائدُنا،
- أقداحُ قهوتِنا، زوايانا
- طفليْنِ كُنّا.. في تصرّفنا
- وغرورِنا، وضلالِ دعوانا
- كَلماتُنا الرعْناءُ .. مضحكةٌ
- ما كان أغباها.. وأغبانا
- فَلَكَمْ ذهبتِ وأنتِ غاضبةٌ
- ولكّمْ قسوتُ عليكِ أحيانا..
- ولربّما انقطعتْ رسائلُنا
- ولربّما انقطعتْ هدايانا..
- مهما غَلَوْنا في عداوتنا
- فالحبُّ أكبرُ من خطايانا..
- *
- عيناكِ نَيْسَانانِ.. كيف أنا
- أغتالُ في عينيكِ نَيْسَانا؟
- قدرُ علينا أن نكون معاً
- يا حلوتي. رغم الذي كانا..
- إنّ الحديقةَ لا خيارَ لها
- إنْ أطلعتْ ورقاً وأغصانا..
- هذا الهوى ضوءٌ بداخلنا
- ورفيقُنا.. ورفيقُ نجوانا
- طفلٌ نداريهِ ونعبُدُهُ
- مهما بكى معنا.. وأبكانا..
- أحزانُنا منهُ.. ونسألهُ
- لو زادنا دمعاً.. وأحزانا..
- *
- هاتي يديْكِ.. فأنتِ زنبقتي
- وحبيبتي. رغم الذي كانا..
المزيد...
العصور الأدبيه